271
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

«ما أَخلَصَ عَبدٌ للّهِِ عز و جل أَربَعينَ صَباحا إِلّا جَرَت يَنابيعُ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلى لِسانِهِ»۱.
وإذا كان السالك صائما في هذه الأَيّام الأَربعين ، فلا ريب في أَنّ بلوغ المقصد سيكون أَقرب ، كما روي عن الإمام أَميرالمؤمنين عليه السلام قوله :
«مَن أخلَصَ للّهِِ أربَعينَ صَباحا ، يَأكُلُ الحَلالَ ، صائِما نهارَهُ ، قائِما لَيلَهُ ، أجرَى اللّهُ سُبحانَهُ يَنابيعَ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلى لِسانِهِ»۲.

ثالثا : ولاية أهل البيت

إنّ طريق التوحيد والسلوك إِلى المعرفة الشهوديّة والكمال المطلق صعب مستصعَب ، وفيه قُطّاع طرقٍ كثيرون ، فقطعه بلا توجيه وإِرشاد ومؤازرة من القادة الربّانيّين الذين بلغوا الهدف وعُصموا من الزلل ـ وهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأَهل بيته عليهم السلام ـ عمل خَطِر مُوبِق ، بل مُحال ، فمن المهمّ هنا الالتفات إِلى ثلاث نقاط وهي ، كما يأتي :

1 . تأثير أَهل البيت في معرفة اللّه

في ضوء الأَحاديث الملحوظة ، إنّ أَهل البيت هم أَبواب معرفة اللّه وسبل الوصول إِلى رضوانه ، أَي : إِنّهم وحدهم المحيطون بالمعارف الإسلاميّة الأَصيلة ، وهم الذين يستطيعون أن يعرّفوا الناس بخالقهم الحقيقيّ ، ويهدونهم حتّى بلوغ أَسمى مراتب التوحيد على أَساس تعاليم الوحي ، كما نخاطبهم بذلك في الزيارة الجامعة الكبيرة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام :

1.عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص ۶۹ ح ۳۲۱ عن دارم بن قبيصة النهشلي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، عدّة الداعي : ص ۲۱۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۲۴۲ ح ۱۰ ؛ الزهد لابن المبارك : ص ۳۵۹ ح ۱۰۱۴ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۲ ص ۱۱۹ ، حلية الأولياء : ج ۱۰ ص ۷۰ كلّها عن مكحول وج ۵ ص ۱۸۹ عن أبي أيّوب الأنصاري، مسند الشهاب : ج ۱ ص ۲۸۵ ح ۴۶۶ عن ابن عبّاس وكلّها نحوه .

2.مسند زيد : ص ۳۸۴ عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عليهماالسلام .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
270

3 . تأثير الصِّيام في المعرفة الشهوديّة

القسم الثالث : الأَحاديث التي ترى أنّ الصِّيام سبب في وصول الإنسان إِلى درجة اليقين ، كما جاء في حديث المعراج :
«الصَّومُ يورِثُ الحِكمَةَ ، وَالحِكمَةُ تورِثُ المَعرِفَةَ ، وَالمَعرِفَةُ تورِثُ اليَقينَ»۱.
جدير بالذّكر أنّ اليقين أَعلى مراتب الإيمان ، وهو المعرفة الشهوديّة نفسها .

4 . الحافز الربّانيّ على الأَكل واستنارة القلب

القسم الرابع : الأَحاديث التي توصي بامتلاك دافع ربّانيّ في كلّ عمل ، ومنها الأَكل ، كالذي نُقل عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قوله في وصيّته لأَبي ذرّ :
«يا أَبا ذَرٍّ لِيَكُن لَكَ في كُلِّ شَيءٍ نِيَّةٌ صالِحَةٌ ، حَتَّى فِي النَّومِ وَالأَكلِ»۲.
إنّ ثمرة الإخلاص في جميع الأَعمال استنارة البصيرة ، كما رُوي عن الإمام أَميرالمؤمنين عليه السلام أَنّه قال :
«عِندَ تَحَقُّقِ الإِخلاصِ تَستَنيرُ البَصائِرُ»۳.
وهذه الدرجة من الإخلاص إِذا تواصلت أَربعين يوما ، فإنّ القلب يستنير ويظفر بالمعارف الحقيقيّة الأَصيلة حتّى تجري ينابيع الحكمة على لسان صاحبه .
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :

1.توضيح الأفكار ۱ : ۳۸ ـ ۳۹ مقدّمة التحقيق .

2.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۷۰ ح ۲۶۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۸۲ ح ۳ .

3.غرر الحكم : ح ۶۲۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 142213
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي