29
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

فَقالَ : لا .
فَقُلتُ : يَقولُ اللّهُ : «الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِى غِطَـاءٍ عَن ذِكْرِى وَ كَانُواْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا»۱ !
قالَ : هُوَ كَقَولِهِ : «مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَ مَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ»۲ .
قُلتُ : يُعاتِبُهُم ۳ ؟
قالَ : لَم يَعتِبهُم بِما صَنَعَ قُلوبُهُم ، ولكِن يُعاتِبُهُم بِما صَنَعوا ، ولَو لَم يَتَكَلَّفوا لَم يَكُن عَلَيهِم شَيءٌ . ۴

۳۳۶۰.الإمام الصادق عليه السلامـ في جَوابِ عَبدِالرَّحيمِ القَصيرِ لمّا سَأَلَهُ عَنِ المَعرِفَةِ وَالجُحودِ هَل هُما مَخلوقانِ ـ: سَأَلتَ عَنِ المَعرِفَةِ ما هِيَ ، فَاعلَم ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ أنَّ المَعرِفَةَ مِن صُنعُ اللّهِ عز و جل فِي القَلبِ مَخلوقَةٌ ، وَالجُحودَ صُنعِ اللّهِ فِي القَلبِ مَخلوقٌ ، ولَيسَ لِلعِبادِ فيهِما مِن صُنعٍ ، ولَهُم فيهِمَا الاِختيارُ مِنَ الاِكتِسابِ ، فَبِشَهوَتِهِمُ الإِيمانَ اختارُوا المَعرِفَةَ ، فَكانوا بِذلِكَ مُؤمِنينَ عارِفينَ ، وبِشَهوَتِهِمُ الكُفرَ اختارُوا الجُحودَ ، فَكانوا بِذلِكَ كافِرينَ جاحِدينَ ضُلّالاً ، وذلِكَ بِتَوفيقِ اللّهِ لَهُم وخِذلانِ مَن خَذَلَهُ اللّهُ ، فَبِالاِختِيارِ وَالاِكتسابِ عاقَبَهُمُ اللّهُ وأَثابَهُم . ۵

۳۳۶۱.الكافي عن محمّد بن حكيم :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : المَعرِفَةُ مِن صُنعِ مَن هِيَ ؟ قالَ : مِن صُنعِ اللّهِ ، لَيسَ لِلعِبادِ فيها صُنعٌ . ۶

1.الكهف : ۱۰۱ .

2.هود : ۲۰ .

3.في بحار الأنوار : «قلت : فعابهم؟ قال : لم يعبهم . . . لكن عابهم» ، وهو الأنسب للسياق.

4.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۵۱ ح ۸۸ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۰۶ ح ۲۸ .

5.التوحيد : ص ۲۲۶ ح ۷ عن عبدالرحيم القصير ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۰ ح ۳۹ .

6.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۲ ، التوحيد : ص ۴۱۰ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۶۵ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
28

۳۳۵۶.الإمام الصادق عليه السلام :إِنَّ أَمرَ اللّهِ كُلَّهُ عَجيبٌ ، إِلّا أنَّهُ قَدِ احتَجَّ عَلَيكُم بِما قَد عَرَّفَكُم مِن نَفسِهِ . ۱

۳۳۵۷.عنه عليه السلام :مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعرِفُ اللّهَ بِحِجابٍ أو بِصورَةٍ أو بِمِثالٍ فَهُوَ مُشرِكٌ ؛ لِأَنَّ الحِجابَ وَالمِثالَ وَالصّورَةَ غَيرُهُ ، وإِنَّما هُوَ واحِدٌ مُوَحَّدٌ ، فَكَيفَ يُوَحِّدُ مَن زَعَمَ أنَّهُ عَرَفَهُ بِغَيرِهِ ! إِنَّما عَرَفَ اللّهَ مَن عَرَفَهُ بِاللّهِ ، فَمَن لَم يَعرِفهُ بِهِ فَلَيسَ يَعرِفُهُ ، إِنَّما يَعرِفُ غَيرَهُ . وَاللّهُ خالِقُ الأَشياءِ لا مِن شَيءٍ ، يُسَمّى بِأَسمائِهِ ، فَهُوَ غَيرُ أسمائِهِ وَالأَسماءُ غَيرُهُ ، وَالموصوفُ غَيرُ الواصِفِ ، فَمَن زَعَمَ أنَّهُ يُؤمِنُ بِما لا يَعرِفُ فَهُوَ ضالٌّ عَنِ المَعرِفَةِ ، لا يُدرِكُ مَخلوقٌ شَيئا إِلّا بِاللّهِ ، ولا تُدرَكُ مَعرِفَةُ اللّهِ إِلّا بِاللّهِ . ۲

۳۳۵۸.الكافي عن عبد الأعلى :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : أَصلَحَكَ اللّهُ ، هَل جُعِلَ فِي النّاسِ أَداةٌ يَنالونَ بِهَا المَعرِفَةَ ؟
قالَ : فَقالَ : لا .
قُلتُ : فَهَل كُلِّفُوا المَعرِفَةَ ؟
قالَ : لا ، عَلَى اللّهِ البَيانُ : «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَا وُسْعَهَا»۳ و «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَا مَا ءَاتَاهَا»۴ . ۵

۳۳۵۹.تفسير العيّاشي عن محمّد بن حكيم :كَتَبتُ رُقعَةً إِلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فيها : أتَستَطيعُ النَّفسُ المَعرِفَةَ ؟

1.الكافي : ج ۱ ص ۸۶ ح ۳ عن إبراهيم بن عمر .

2.التوحيد : ص ۱۴۳ ح ۷ عن عبد الأعلى ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۶۱ ح ۶ وراجع : التوحيد : ص ۱۹۲ ح ۶ .

3.البقرة : ۲۸۶ .

4.الطلاق : ۷ .

5.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۵ ، التوحيد : ص ۴۱۴ ح ۱۱ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۳۱ ح ۹۹۶ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۰ ح ۱۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 110772
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي