305
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

وَالأَحكامِ حَتّى بَلَغَ سُؤالُهُ التَّوحيدَ ، فَقالَ أَبو قُرَّةَ : إِنّا رُوّينا أنَّ اللّهَ عز و جلقَسَّمَ الرُّؤيَةَ وَالكَلامَ بَينَ اثنَينِ ، فَقَسَّمَ لِمُوسى عليه السلام الكَلامَ وَلِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله الرُّؤيَةَ .
فَقالَ أَبُو الحَسَنِ عليه السلام فَمَنِ المُبَلِّغُ عَنِ اللّهِ عز و جل إِلَى الثَّقَلَينِ الجِنِّ وَالإنسِ : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ»۱«وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا»۲ و «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۳ أَلَيسَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ؟
قالَ : بَلى؟
قالَ : فَكَيفَ يَجِيءُ رَجُلٌ إِلَى الخَلقِ جَميعا فَيُخبِرُهُم أَنَّهُ جاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَأَنَّهُ يَدعوهُم إِلَى اللّهِ بِأَمرِ اللّهِ وَيَقولُ : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ»«وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا» وَ «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» ثُمَّ يَقولُ : أَنَا رَأَيتُهُ بِعَيني ، وَأَحَطتُ بِهِ عِلما وَهُوَ عَلى صُورَةِ البَشَرِ ، أَما تَستَحيونَ؟! ما قَدَرَتِ الزَّنادِقَةُ أَن تَرمِيَهُ بِهذا ؛ أَن يَكونَ يَأتِي عَنِ اللّهِ بِشَيءٍ ، ثُمَّ يَأتي بِخِلافِهِ مِن وَجهٍ آخَرَ!!
قالَ أَبو قُرَّةَ : فَإنَّهُ يَقولُ : «وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى»۴ ؟
فَقالَ أَبُو الحَسَنِ عليه السلام : إِنَّ بَعدَ هذِهِ الآيَةِ ما يَدُلُّ عَلى ما رَأَى ، حَيثُ قالَ : «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى»۵ يَقولُ : ما كَذَبَ فُؤادُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ما رَأَت عَيناهُ ، ثُمَّ أَخبَرَ بِما رَأَى فَقالَ : «لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَـتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»۶ ، فَاياتُ اللّهِ عز و جلغَيرُ اللّهِ ، وَقَد قالَ : «وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا»۷ فَإذا رَأَتهُ الأَبصارُ فَقَد أَحاطَت بِهِ العِلمُ وَوَقَعَتِ المَعرِفَةُ .

1.الأنعام : ۱۰۳ .

2.طه : ۱۱۰ .

3.الشورى : ۱۱ .

4.النجم : ۱۳ .

5.النجم : ۱۱ .

6.النجم : ۱۸ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
304

۳۷۶۰.الإمام الرضا عليه السلامـ في قَولِ اللّهِ عز و جل :«لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ»ـ: لا تُدرِكُهُ أَوهامُ القُلوبِ ، فَكَيفَ تُدرِكُهُ أَبصارُ العُيونِ ! ۱

۳۷۶۱.المحاسن عن أبي هاشم الجعفريّ :أَخبَرَنِي الأَشعَثُ بنُ حاتِمٍ أَنَّهُ سَأَلَ الرِّضا عليه السلام عَن شَيءٍ مِنَ التَّوحيدِ ، فَقالَ : أَلا تَقرَأُ القُرآنَ ؟
قُلتُ : نَعَم .
قالَ : اِقرَأ : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ» ، فَقَرَأتُ .
فَقالَ : مَا الأَبصارُ ؟
قُلتُ : أَبصارُ العَينِ .
قالَ : لا ، إِنَّما عَنَى الأَوهامَ ؛ لا تُدرِكُ الأَوهامُ كَيفِيَّتَهُ ، وهُوَ يُدرِكُ كُلَّ فَهمٍ . ۲

۳۷۶۲.الكافي عن أبي هاشم الجعفريّ :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام ۳ : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ» ؟ فَقالَ : يا أَبا هاشِمٍ ، أَوهامُ القُلوبِ أَدَقُّ مِن أَبصارِ العُيونِ ، أَنتَ قَد تُدرِكُ بِوَهمِكَ السِّندَ وَالهِندَ وَالبُلدانَ الَّتي لَم تَدخُلها ولا تُدرِكُها بِبَصَرِكَ ، وأَوهامُ القُلوبِ لا تُدرِكُهُ فَكَيفَ أَبصارُ العُيونِ ؟! ۴

۳۷۶۳.التوحيد عن صفوان بن يحيى :سَأَلَني أَبو قُرَّةَ المُحَدِّثُ أَن أُدخِلَهُ عَلى أَبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام فَاستَأَذَنتُهُ في ذلِكَ فَأَذِنَ لي ، فَدَخَلَ عَلَيهِ فَسَأَلَهُ عَنِ الحَلالِ وَالحَرامِ

1.الأمالي للصدوق : ص ۴۹۴ ح ۶۷۳ عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، التوحيد : ص ۱۱۳ ح ۱۲ عن أبيهاشم الجعفري عن الإمام الجواد عليه السلام نحوه ، روضة الواعظين : ص ۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۹ ح ۱۷ .

2.المحاسن : ج ۱ ص ۳۷۲ ح ۸۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۳۰۸ ح ۴۶ وراجع : التوحيد : ص ۱۱۲ ح ۱۱ .

3.المراد من أبي جعفر هنا هو الإمام الجواد عليه السلام .

4.الكافي : ج ۱ ص ۹۹ ح ۱۱ ، التوحيد : ص ۱۱۳ ح ۱۲ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۶۵ ح ۳۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۹ ح ۱۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 110732
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي