341
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

نظرة على روايات الحجب

إِنّ ما رُوي في حجب اللّه تعالى ينقسم ـ كما لوحظ ـ إِلى خمسة أَقسام هي :
الأَوّل : الروايات التي تؤكّد انعدام الحجاب بين اللّه والخلق ، وهذه الروايات تشير إِلى صفته سبحانه و تعالى بالظاهر ، وقد تمّ تبيينها في عدد من الروايات ، كما يأتي :
«الظّاهِر لِقُلوبِهِم بِحُجَّتِهِ»۱ .
«الظّاهِر بِعجائِبِ تَدبيرِهِ لِلنّاظِرينَ»۲ .
الثاني : الروايات التي تدلّ على أَنّ اللّه ـ جلّ شأنه ـ محجوب مع أَنّه لا حجاب له ، وهي تشير إِلى صفته ـ جلّ وعلا ـ بالباطن ، كما جاء توضيحه في كلام الإمام أَمير المؤمنين عليه السلام إِذ قال:
«الباطِن بِجَلالِ عِزَّتِهِ عَن فِكرِ المُتَوَهِّمينَ»۳ .
الثالث : الروايات التي تدلّ على أَنّ الحجاب بين اللّه والخلق يتمثّل في كَونهم مخلوقين ، إِذ من المحال أَن يُحيط المخلوق المحدود بالخالق الذي لا حدود له ، فضلاً عن أَنّ جميع الأَحاديث التي مرّت في الباب الرابع من هذا الفصل تدلّ على

1.راجع : ج۴ ص ۳۱۹ ح ۴۸۲۷ .

2.راجع : ج۴ ص ۳۱۹ ح ۴۸۲۸ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
340

زُوّارا ، وأَسماهُم أَهلُ الجَبَروتِ عُمّارا ، فَتَرَدَّدوا في مَصافِّ المُسَبِّحينَ ، وتَعَلَّقوا بِحِجابِ القُدرَةِ ، وناجَوا رَبَّهُم عِندَ كُلِّ شَهَوةٍ ، فَحَرَّقَت ۱ قُلوبُهُم حُجُبَ النُّورِ ، حَتّى نَظَروا بِعَينِ القُلوبِ إِلى عِزِّ الجَلالِ في عِظَمِ المَلَكوتِ ، فَرَجَعَتِ القُلوبُ إِلَى الصُّدورِ عَلَى النِّيّاتِ بِمَعرِفَةِ تَوحيدِكَ ، فَلا إِلهَ إِلّا أَنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، تَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّا كَبيرا . ۲

1.كذا في المصدر و هو تصحيف : «فخرقت» .

2.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۲۸ ح ۱۹ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 144079
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي