367
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

إِشارَةٌ إِلَى الغائِبِ عَنِ الحَواسِّ ، كَما أَنَّ قَولَكَ: «هذا» إِشارَةٌ إِلَى الشّاهِدِ عِندَ الحَواسِّ؛ وذلِكَ أَنَّ الكُفّارَ نَبَّهوا عَن آلِهَتِهِم بِحَرفِ إِشارَةِ الشّاهِدِ المُدرَكِ، فَقالوا: هذِهِ آلِهَتُنَا المَحسوسَةُ المُدرَكَةُ بِالأَبصارِ، فَأَشِر أَنتَ يا مُحَمَّدُ إِلى إِلهِكَ الَّذي تَدعو إِلَيهِ حَتّى نَراهُ ونُدرِكَهُ ولا نَأَ لَهَ فيهِ . فَأَنزَلَ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فَالهاءُ تَثبيتٌ لِلثّابِتِ، وَالواوُ إِشارَةٌ إِلَى الغائِبِ عَن دَرَكِ الأَبصارِ ولَمسِ الحَواسِّ، وأَنَّهُ تَعالى عَن ذلِكَ ، بَل هُوَ مُدرِكُ الأَبصارِ ومُبدِعُ الحَواسِّ. ۱

۳۹۱۲.عنه عليه السلام :تَعَلُّقُ القَلبِ بِالمَوجودِ شِركٌ ، وبِالمَفقودِ كُفرٌ . ۲

۳۹۱۳.الإمام الصادق عليه السلام :هُوَ واحِدٌ واحِدِيُّ الذَّاتِ ، بائِنٌ مِن خَلقِهِ . ۳

۳۹۱۴.عنه عليه السلام :خالِقُنا لا مَدخَلَ لِلأَشياءِ فيهِ ؛ لِأَنَّهُ واحِدٌ واحِدِيُّ الذَّاتِ ، واحِدِيُّ المَعنى . ۴

۳۹۱۵.عنه عليه السلام :مَن قَال لِلإِنسانِ: واحِدٌ ، فَهذا لَهُ اسمٌ ولَهُ شَبيهٌ ، وَاللّهُ واحِدٌ وهُوَ لَهُ اسمٌ ولا شَيءَ لَهُ شَبيهٌ ، ولَيسَ المَعنى واحِدا. وأَمَّا الأَسماءُ فَهِيَ دَلالَتُنا عَلَى المُسَمّى ؛ لِأَنّا قَد نَرَى الإِنسانَ واحِدا وإِنَّما نُخبِرُ واحِدا إِذا كانَ مُفرَدا ، فَعُلِمَ أَنَّ الإِنسانَ في نَفسِهِ لَيسَ بِواحِدٍ فِي المَعنى ؛ لِأَنَّ أَعضاءَهُ مُختَلِفَةٌ وأَجزاءَهُ لَيسَت سَواءً ، ولَحمَهُ غَيرُ دَمِهِ ، وعَظمَهُ غَيرُ عَصَبِهِ ، وشَعرَهُ غَيرُ ظُفرِهِ ، وسَوادَهُ غَيرُ بَياضِهِ ، وكَذلِكَ سائِرُ الخَلقِ.

1.التوحيد: ص ۸۸ ح ۱، مجمع البيان: ج ۱۰ ص ۸۶۱ نحوه وكلاهما عن وهب بن وهب القرشيّ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۱۲ .

2.مسكّن الفؤاد: ص ۸۲ ، مصباح الشريعة: ص ۴۸۴ كلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۷۱ ص ۱۴۹ ح ۴۵ .

3.الكافي: ج ۱ ص ۱۲۷ ح ۵ عن ابن اُذنية .

4.الكافي: ج ۱ ص ۱۱۰ ح ۶ ، معاني الأخبار: ص ۲۰ ح ۳ وليس فيه «لأنّه» وكلاهما عن هشام بن الحكم ، بحار الأنوار: ج ۴ ص ۶۶ ح ۷ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
366

إِلّا بِمَعرِفَتِهِ مِنَ القَلبِ ، كَأَنَّهُ يَقولُ: أَعلَمُ أَنَّهُ لا مَعبودَ إِلَا اللّهُ عز و جل ، وأَنَّ كُلَّ مَعبودٍ باطِلٌ سِوَى اللّهِ عز و جل ، وأُقِرُّ بِلِساني بِما في قَلبي مِنَ العِلمِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وأَشهَدُ أَنَّهُ لا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إِلّا إِلَيهِ ، ولا مَنجى مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ وفِتنَةِ كُلِّ ذي فِتنَةٍ إِلّا بِاللّهِ.
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ: أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَا اللّهُ. مَعناهُ: أَشهَدُ أَن لا هادِيَ إِلَا اللّهُ ، ولا دَليلَ لي إِلَى الدّينِ إِلَا اللّهُ ، وأُشهِدُ اللّهَ بِأَنّي أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وأُشهِدُ سُكّانَ السَّماواتِ وسُكّانَ الأَرَضينَ وما فيهِنَّ مِنَ المَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجمَعينَ ، وما فيهِنَّ مِنَ الجِبالِ وَالأَشجارِ وَالدَّوابِّ وَالوُحوشِ ، وكُلِّ رَطبٍ ويابِسٍ بِأَنَّي أَشهَدُ أَن لا خالِقَ إِلَا اللّهُ ، ولا رازِقَ ولا مَعبودَ ولا ضارَّ ولا نافِعَ ولا قابِضَ ولا باسِطَ ولا مُعطِيَ ولا مانِعَ ولا ناصِحَ ولا كافِيَ ولا شافِيَ ولا مُقَدِّمَ ولا مُؤَخِّرَ إِلَا اللّهُ ، لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ، وبِيَدِهِ الخَيرُ كُلُّهُ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . ۱

۳۹۱۰.فاطمة عليهاالسلامـ فِي احتِجاجِها عَلَى القَومِ لَمّا مَنَعوها فَدَكا ـ: أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِخلاصَ تَأويلَها ، وضَمَّنَ القُلوبَ مَوصولَها ، وأَنارَ فِي التَّفَكُّرِ مَعقولَها . ۲

۳۹۱۱.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِ اللّهِ ـتَبارَكَ وتَعالى ـ : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ـ : «قُل» أَي أَظهِر ما أَوحَينا إِلَيكَ ونَبَّأَناكَ بِهِ بِتَأليفِ الحُروفِ الَّتي قَرَأَناها لَكَ، لِيَهتَدِيَ بِها مَن أَلقَى السَّمعَ وهُوَ شَهيدٌ، و«هُوَ» اسمٌ مُكَنّىً مُشارٌ إِلى غائِبٍ، فَالهاءُ تَنبيهٌ عَلى مَعنىً ثابِتٍ، وَالواوُ

1.معاني الأخبار: ص ۳۹ ح ۱ ، التوحيد: ص ۲۳۹ ح ۱ كلاهما عن يزيد بن الحسن عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، بحارالأنوار: ج ۸۴ ص ۱۳۲ ح ۲۴ .

2.الاحتجاج: ج ۱ ص ۲۵۵ ح ۴۹ عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه عليهم السلام ، دلائل الإمامة: ص ۱۱۱ ح ۳۶ عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عنها عليهماالسلام ، كشف الغمّـة: ج ۲ ص ۱۰۷ عن عمر بن شبه وفيهما «أبان في الفكر» بدل «أنار في التفكر» ؛ بلاغات النساء: ص ۲۷ عن زينب بنت الإمام الحسين عليه السلام وفيه «أنى في الفكرة» بدل «أنار في التفكّر».

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109801
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي