383
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

قالَ سُلَيمانُ: يا سَيِّدي أَسأَ لُكَ ؟
قالَ الرِّضا عليه السلام : سَل عَمّا بَدا لَكَ .
قالَ: ما تَقولُ فيمَن جَعَلَ الإِرادَةَ اسما وصِفَةً ، مِثلَ حَيٍّ وسَميعٍ وبَصيرٍ وقَديرٍ؟
قالَ الرِّضا عليه السلام : إِنَّما قُلتُم : حَدَثَتِ الأَشياءُ وَاختَلَفَت ؛ لِأَنَّهُ شاءَ وأَرادَ ، ولَم تَقولوا : حَدَثَت وَاختَلَفَت ؛ لِأَنَّهُ سَميعٌ بَصيرٌ ، فَهذا دَليلٌ عَلى أَنَّها لَيست بِمِثلِ سَميعٍ ولا بَصيرٍ ولا قَديرٍ .
قالَ سُلَيمانُ: فَإِنَّهُ لَم يَزَل مُريدا ،
قالَ: يا سُلَيمانُ ، فَإِرادَتُهُ غَيرُهُ ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ : فَقَد أَثبَتَّ مَعَهُ شَيئا غَيرَهُ لَم يَزَل !
قالَ سُلَيمانُ: ما أَثبَتُّ .
قالَ الرِّضا عليه السلام : أَهِيَ مُحدَثَةٌ؟
قالَ سُلَيمانُ: لا ، ما هِيَ مُحدَثَةٌ .
فَصاحَ بِهِ المَأَمونُ ، وقالَ: يا سُلَيمانُ ، مِثلُهُ يُعايا أَو يُكابَرُ ؟! عَلَيكَ بِالإِنصافِ ، أَما تَرى مَن حَولَكَ مِن أَهلِ النَّظَرِ ؟ ثُمَ قالَ: كَلِّمهُ يا أَبَا الحَسَنِ ، فَإِنَّهُ مُتَكَلِّمُ خُراسانَ .
فَأَعادَ عَلَيهِ المَسأَلَةَ ، فَقالَ : هِيَ مُحدَثَةٌ يا سُلَيمانُ ؛ فَإِنَّ الشَّيءَ إِذا لَم يَكُن أَزَلِيّا كانَ مُحدَثا ، وإِذا لَم يَكُن مُحدَثا كانَ أَزَلِيّا .
قالَ سُلَيمانُ: إِرادَتُهُ مِنهُ ، كَما أَنَّ سَمعَهُ مِنهُ وبَصَرَهُ مِنهُ وعِلمَهُ مِنهُ .
قالَ الرِّضا عليه السلام : فَإِرادَتُهُ نَفسُهُ؟


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
382

ولا مَعلومَ ، وَالسَّمعُ ذاتُهُ ولا مَسموعَ ، وَالبَصَرُ ذاتُهُ ولا مُبصَرَ ، وَالقُدرَةُ ذاتُهُ ولا مَقدورَ، فَلَمّا أَحدَثَ الأَشياءَ وكانَ المَعلومُ وَقَعَ العِلمُ مِنهُ عَلَى المَعلومِ، وَالسَّمعُ عَلَى المَسموعِ ، وَالبَصَرُ عَلَى المُبصَرِ ، وَالقُدرَةُ عَلَى المَقدورِ ... .
قُلتُ: فَلَم يَزَلِ اللّهُ مُتَكَلِّما؟
قالَ: فَقالَ: إِنَّ الكَلامَ صِفَةٌ مُحدَثَةٌ لَيسَت بِأَزَلِيَّةٍ ، كانَ اللّهُ عز و جل ولا مُتَكَلِّمَ . ۱

۳۹۴۹.الإمام الصادق عليه السلام ـ لَمّا سُئِلَ:لَم يَزَلِ اللّهُ مُريدا؟ ـ : إِنَّ المُريدَ لا يَكونُ إِلّا لِمُرادٍ مَعَهُ ، لَم يَزَلِ اللّهُ عالِما قادِرا ثُمَّ أَرادَ . ۲

۳۹۵۰.الكافي عن بكير بن أعين :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : عِلمُ اللّهِ ومَشيئَتُهُ هُما مُختَلِفانِ أَو مُتَّفِقانِ؟
فَقالَ: العِلمُ لَيسَ هُوَ المَشيئَةُ ، أَلا تَرى أَنَّكَ تَقولُ: سَأَفعَلُ كَذا إِن شاءَ اللّهُ ، ولا تَقولُ سَأَفعَلُ كَذا إِن عَلِمَ اللّهُ! فَقَولُكَ: «إِن شاءَ اللّهُ» دَليلٌ عَلى أَنَّهُ لَم يَشَأ ، فَإِذا شاءَ كانَ الَّذي شاءَ كَما شاءَ ، وعِلمُ اللّهِ السّابِقُ ۳ لِلمَشيئَةِ . ۴

۳۹۵۱.التوحيد عن الحسن بن محمّد النوفليـ في ذِكرِ مَجلِسِ الرِّضا عليه السلام مَعَ سُلَيمانَ المَروزِيِّ مُتَكَلِّمِ خُراسانَ عِندَ المَأَمونِ فِي التَّوحيدِ ـ: ... فَقالَ المَأمونُ : يا سُلَيمانُ ، سَل أَبا الحَسَنِ عَمّا بَدا لَكَ ، وعَلَيكَ بِحُسنِ الاِستِماعِ وَالإِنصافِ .

1.الكافي: ج ۱ ص ۱۰۷ ح ۱ ، التوحيد: ص ۱۳۹ ح ۱ ، بحار الأنوار: ج ۴ ص ۷۱ ح ۱۸ وراجع الأماليللطوسي: ص ۱۶۸ ح ۲۸۲ .

2.الكافي: ج ۱ ص ۱۰۹ ح ۱ ، التوحيد: ص ۱۴۶ ح ۱۵ ، مختصر بصائر الدرجات: ص ۱۴۰ كلّها عن عاصم بن حميد ، بحارالأنوار: ج ۴ ص ۱۴۴ ح ۱۶ .

3.في التوحيد : «وعِلمُ اللّه ِ سابِقٌ للمشيّة» .

4.الكافي : ج ۱ ص ۱۰۹ ح ۲ ، التوحيد: ص ۱۴۶ ح ۱۶ ، بحار الأنوار: ج ۴ ص ۱۴۴ ح ۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 145204
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي