409
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

المرتبة الرّابعة : التّوحيد في الحكم

التَّوحيد فيالحكم عبارة عن توحيده تعالى في تشريع الأَحكام وتقنينها. ويرى القرآن الكريم أَنّ للّه سبحانه وحده حقّ التشريع ووضع القوانين والأَمر بتطبيقها ، ويَعدُّ اتّباع كلّ قانون لحياة الانسان الفرديّة والاجتماعيّة ما عدا قانون اللّه شركا .
إِنّ الدليل على أَنّ تشريع القوانين و تنفيذها للّه وحده ، هو أَنّ مَن يعرف الإنسان وحاجاته ، ويعلم مبادئ تكامله أَكثر من غيره ، ومن كان متحرّرا من الهوى والخوف في تنفيذ القانون ، هو أَفضل المشرّعين ، وما من أَحد يتّصف بهذه الخصائص بشكل كامل إِلّا اللّه سبحانه ، ولمّا كان تعالى خالقا للإنسان ، عارفا بقابليّاته وحاجاته ، العالم المطلق الذي يخبُر مبادئ تكامله ، والغنيّ المطلق ، فلا مانع يحول دون حكمه أَو حكومته .
على هذا الأَساس يصف القرآن الكريم اللّهَ سبحانه بأنّه «خير الحاكمين» و «أَحكم الحاكمين» و «خير الفاصلين» . وأَنّ التشريع له وحدَه «إِن الحكم إِلّا للّه » ، وأَنّ الحكومة حقّ لخلفائه في الأَرض . قال جلّ شأنه :
«يَـدَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَـكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعِ الْهَوَى»۱ .

1.ص : ۲۶ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
408
  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 144207
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي