427
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

«إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ» . ۱
و عندما سأَل محمّد بن سنان الإمام الرضا عليه السلام : مَا الاِسمُ؟ قالَ :
«صِفَةٌ لمَوصوفٍ» . ۲
بناءً على ما سبق ذكرُه فإنّ جميع أَسماء اللّه صفاتُه ، و كلّ صفاته أَسماؤه . وقد جاء الفصل بين الأَسماء والصفات في تقسيمات هذا الكتاب بناءً على ما اقتضاه نظم التأليف وليس من باب الفصل في المعنى.
بناءً على المعنى اللغوي للاسم والصفة ، وانطلاقا من وحدة مصداقهما بشأَن اللّه تعالى ، نستنتج في ضوء الأَحاديث الواردة في هذا المجال أَنّ أَسماء اللّه هي من نوع صفاته، وأَنّه تعالى ليس له اسم إِلّا ويحمل صفة من صفاته . ومن هنا فإنّ اللّه سبحانه و تعالى ليس له اسم عَلَم جامد غير مشتقّ جاء كعلامة له فقط من غير أَن ينطوي على وصف من أَوصافه ، و يمكن القول بعبارة أُخرى : إِنّ الاسم بشأن اللّه مقيّد ، وكون أَسماء اللّه علامة هي من جهة كونها ذات دلالة على وصف خاصّ به.
و سنرى عند تفسير لفظ الجلالة «اللّه » أَنّ لهذا الاسم جذر اشتقاقي أَيضا ، وقد ذكرت الأَحاديث الشريفة جذورا مختلفة له. ۳
قال العلّامة الطباطبائي قدس سره في بيان معنى الأَسماء الحسنى :
«نحن أَوّل ما نفتح أَعيننا ونشاهد من مناظر الوجود ما نشاهده يقع إِدراكنا على أَنفسنا وعلى أَقرب الأُمور منّا ، وهي روابطنا مع الكون الخارج من

1.راجع : ص ۴۳۰ ح ۴۰۰۳ .

2.عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۲۹ ح ۲۵.

3.راجع : ص ۴۳۷ «معنى اللّه » .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
426

أَنّ كلّ صفة اسم ولكن ليس كلّ اسم صفة ، فالأَعلام و الأَسماء الخاصّة ، مثل «زيد» و «بكر» أَسماء وليست صفات . أَمّا الأَسماء الدالّة على الأَوصاف فهي أسماء وصفات كالعالم والعلم . ۱
أَمّا في علوم الأَدب والعرفان و الكلام فإنّ للاسم والصفة إِطلاقات أُخرى أَيضا؛ فطبقا لإحدى الإطلاقات في العلوم الأدبية ، تكون المصادر كالعلم والقدرة أسماء وليست بصفات ، أما المشتقات كالعالم والقادر فهي صفات وليست بأسماء . و يحمل الاسم والصفة في العرفان النظري مَعنىً معاكسا تماما للمعنى المذكور . ۲
وأَمّا الأَحاديث في بيان أَسماء اللّه وصفاته فلم يؤخذ فيها بنظر الاعتبار التفاوت الموجود في الاصطلاحات المختلفة للاسم والصفة ؛ وأُطلق الاسم والصفة كلاهما على الكمالات من قبيل «العلم» ، و على الصفات المتّصفة بالكمالات مثل «العالم» ، نذكر على سبيل المثال أَنّ بعض الأَحاديث في خصوص السميع و البصير استخدمت فيها لفظة «الصفة» ۳ . وفي بعضها الآخر استخدمت لفظة «الاسم» ۴ ، بل إِنّ هذين المعنيين أُطلقا حتى على كلمتي العلم والعالِم في الحديث الواحد . وقد صرّحت بعض الأَحاديث بأنّ الاسم والصفة على مَعنى واحد ، فقد رُوي عَن الإمام الباقر عليه السلام أَنّه قالَ:

1.معجم الفروق اللغويّة : ص ۳۱۴ الرقم ۱۲۶۹ .

2.راجع شرح فصوص الحكم للقيصري : ج ۱ ص ۳۴. فيما يخصّ الاصطلاحات المختلفة للاسم والصفة ؛ الفتوحات المكيّة لابن العربي : ج ۲ ص ۵۸ ؛ موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون ، ج۲ ، ص۱۷۹۱ و ص ۱۰۷۸ وج۱ ص۱۸۱ و ص ۱۸۴ ؛ جامع الدروس العربية : ج ۱ ص ۹۷ ؛ صرف ساده (بالفارسية) ص ۲۲۴ .

3.التوحيد : ص ۱۴۶ ح ۱۴.

4.التوحيد : ص ۱۸۷ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 144976
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي