69
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

هذَا الخَلقَ ـ وأومَأَ بِيَدِهِ إِلى مَوضِعِ الطَّوافِ ـ ما مِنهُم أحَدٌ أُوجِبُ لَهُ اسمَ الإِنسانِيَّةِ إِلّا ذلِكَ الشَّيخَ الجالِسَ ـ يَعني أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام ـ فَأَمَّا الباقونَ فَرَعاعٌ ۱ وبَهائِمُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ أبِي العَوجاءِ : وكَيفَ أَوجَبتَ هذَا الاِسمَ لِهذَا الشَّيخِ دونَ هؤُلاءِ ؟
قالَ : لِأَنّي رَأَيتُ عِندَهُ ما لَم أرَهُ عِندَهُم .
فَقالَ لَهُ ابنُ أَبِي العَوجاءِ : لابُدَّ مِنِ اختِبارِ ما قُلتَ فيهِ مِنهُ .
قالَ: فَقالَ لَهُ ابنُ المُقَفَّعِ : لا تَفعَل ؛ فَإِنّي أَخافُ أن يُفسِدَ عَلَيكَ ما في يَدِكَ .
فَقالَ : لَيسَ ذا رَأيَكَ ، ولكِنَّكَ تَخافُ أن يَضعُفَ رأيُكَ عِندي في إِحلالِكَ إِيّاهُ المَحَلَّ الَّذي وَصَفتَ .
فَقالَ ابنُ المُقَفَّعِ: أمّا إِذا تَوَهَّمتَ عَلَيَّ هذا فَقُم إِلَيهِ ، وتَحَفَّظ مَا استَطَعتَ مِنَ الزَّلَلِ ، ولا تَثنِ عِنانَكَ إِلَى استِرسالٍ فَيُسَلِّمَكَ إِلى عِقالٍ ، وسِمهُ ما لَكَ أو عَلَيكَ .
قالَ: فَقامَ ابنُ أَبِي العَوجاءِ، وبَقيتُ أنَا وَابنُ المُقَفَّعِ جالِسَينِ ، فَلَمّا رَجَعَ إِلَينا ابنُ أَبِي العَوجاءِ ، قالَ : وَيلَكَ يَابنَ المُقَفَّعِ ، ما هذا بِبَشَرٍ ! وإِن كانَ فِي الدُّنيا روحانِيٌّ يَتَجَسَّدُ إِذا شاءَ ظاهِرا ويَتَرَوَّحُ إِذا شاءَ باطِنا فَهُوَ هذا !
فَقالَ لَهُ : وكَيفَ ذلِكَ ؟
قالَ : جَلَستُ إِلَيهِ ، فَلَمّا لَم يَبقَ عِندَهُ غَيرِي ابتَدَأَني . فَقالَ : إِن يَكُنِ الأَمرُ عَلى ما يَقولُ هؤُلاءِ ـ وهُوَ عَلى ما يَقولونَ ؛ يَعني أهلَ الطَّوافِ ـ فَقَد سَلِموا وعَطِبتُم ، وإِن يَكُنِ الأَمرُ عَلى ما تَقولونَ ـ ولَيسَ كَما تَقولونَ ـ فَقَدِ استَوَيتُم وهُم .

1.رَعاع الناس : غوغاؤهم وسقّاطهم و أخلاطهم ، الواحد : رَعاعة (النهاية : ج ۲ ص ۲۳۵) .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
68

3 / 2 ـ 3

الاِحتِياطُ العَقليُّ فِي العَقائِدِ

۳۴۳۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِمّا نُقِلَ عَنهُ عليه السلام ، وقيلَ : هُما لِغَيرِهِ ـ:

زَعَمَ المُنَجِّمُ وَالطَّبيبُ كِلاهُما
أن لا مَعادَ فَقُلتُ ذاكَ إِلَيكُما

إِن صَحَّ قَولُكُما فَلَستُ بِخاسِرٍ
أو صَحَّ قَولي فَالوَبالُ عَلَيكُما۱

۳۴۳۱.عنه عليه السلامـ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إِلَيهِ ـ:

قالَ المُنَجِّمُ وَالطَّبيبُ كِلاهُما
لَن يُحشَرَ الأَمواتُ قُلتُ إِلَيكُما۲

إِن صَحَّ قولُكُما فَلَستُ بِخاسِرٍ
إِن صَحَّ قَولي فَالخَسارُ إِلَيكُما۳

۳۴۳۲.الإمام الصادق عليه السلامـ في مُناظَرَتِهِ لِلطَّبيبِ الهِندِيِّ ـ: قُلتُ : أرَأَيتَ إِن كانَ القَولُ قَولَكَ ، فَهَل يُخافُ عَلَيَّ شَيءٌ مِمّا أُخَوِّفُكَ بِهِ مِن عِقابِ اللّهِ ؟ قالَ : لا .
قُلتُ : أفَرَأَيتَ إِن كانَ كَما أَقولُ ـ وَالحَقُّ في يَدي ـ ألَستُ قَد أَخَذتُ فيما كُنتُ أُحاذِرَ مِن عِقابِ الخالِقِ بِالثِّقَةِ ، وأنَّكَ قَد وَقَعتَ بِجُحودِكَ وإِنكارِكَ فِي الهَلَكَةِ ؟ قالَ : بَلى .
قُلتُ : فَأَيُّنا أَولى بِالحَزمِ وأقرَبُ مِنَ النَّجاةِ ؟ قالَ : أنتَ . ۴

۳۴۳۳.الكافي عن أبي منصور المتطبّب :أخبَرَني رَجُلٌ مِن أَصحابي ، قالَ : كُنتُ أنَا وابنُ أبِي العَوجاءِ وعَبدُ اللّهِ بنُ المُقَفَّعِ فِي المَسجِدِ الحَرامِ ، فَقالَ ابنُ المُقَفَّعِ : تَرَونَ

1.مطالب السؤول : ص ۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۸۷ ح ۹۲ .

2.في الطبعة المعتمدة: «إليهِما» ، والتصويب من طبعة اُخرى .

3.الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام : ص ۵۲۰ الرقم ۳۹۳ .

4.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵۴ عن المفضّل بن عمر .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 113461
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي