79
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

۳۴۶۵.التوحيد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام :قُلتُ لَهُ : أَخبِرني عَنِ اللّهِ عز و جلهَل يَراهُ المُؤمِنونَ يَومَ القِيامَةِ ؟
قالَ : نَعَم ، وقَد رَأَوهُ قَبلَ يَومَ القِيامَةِ .
فَقُلتُ : مَتى ؟
قالَ: حينَ قالَ لَهُم: «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى»۱ ، ثُمَّ سَكَتَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: وإِنَّ المُؤمِنينَ لَيَرَونَهُ فِي الدُّنيا قَبلَ يَومِ القِيامَةِ ، ألَستَ تَراهُ في وَقتِكَ هذا ؟
قالَ أبو بَصيرٍ : فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فدِاكَ ! فَأُحَدِّثُ بِهذا عَنكَ ؟
فَقالَ : لا ، فَإِنَّكَ إِذا حَدَّثتَ بِهِ فَأَنكَرَهُ مُنكِرٌ جاهِلٌ بِمَعنى ما تَقولُهُ ، ثُمَّ قَدَّرَ أنَّ ذلِكَ تَشبيهٌ كَفَرَ ، ولَيسَتِ الرُّؤيَةُ بِالقَلبِ كَالرُّؤيَةِ بِالعَينِ ، تَعالَى اللّهُ عَمّا يَصِفُهُ المُشَبِّهونَ وَالمُلحِدونَ . ۲

۳۴۶۶.الإمام الصادق عليه السلامـ لِزِنديقٍ سَأَلَهُ كَيفَ يَعبُدُ اللّهَ الخَلقُ ولَم يَرَوهُ ؟ ـ: رَأَتهُ القُلوبُ بِنورِ الإِيمانِ ، وأَثبَتَتهُ العُقولُ بِيَقظَتِها إِثباتَ العِيانِ ، وأَبصَرَتهُ الأَبصارُ بِما رَأَتهُ مِن حُسنِ التَّركيبِ ، وإِحكامِ التَّأليفِ ، ثُمَّ الرُّسُلُ وآياتُها ، وَالكُتُبُ ومُحكَماتُها ، وَاقتَصَرَتِ العُلَماءُ عَلى ما رَأَت مِن عَظَمَتِهِ دونَ رُؤيَتِهِ . ۳

۳۴۶۷.عنه عليه السلامـ حينَ سَألَهُ مُحَمَّدٌ الحَلَبِيُّ : هَل رَأى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَبَّهُ؟ ـ:
نَعَم ، رَآهُ بِقَلبِهِ. فَأمّا رَبُّنا ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ فَلا تُدرِكُهُ أبصارُ النّاظِرينَ ، وَلا تُحيطُ بِهِ أسماعُ السّامِعينَ . ۴

1.الأعراف : ۱۷۲ .

2.التوحيد : ص ۱۱۷ ح ۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۴۴ ح ۲۴ .

3.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ ح ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۶۴ ح ۲ .

4.الأمالي للسيّد المرتضى: ج ۱ ص ۱۰۳ ، روضة الواعظين: ص ۴۱ ، بحار الأنوار: ج ۴ ص ۵۴ ح ۳۲ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
78

فَأَطرَقَ وأَطرَقَ مَن كانَ حَولَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهِ فَقالَ : ما كُنتُ لِأَعبُدَ شَيئا لَم أرَهُ .
فَقالَ : وكَيفَ رَأَيتَهُ ؟
قالَ : لَم تَرَهُ الأَبصارُ بِمُشاهَدَةِ العِيانِ ، ولكِن رَأَتهُ القُلوبُ بِحَقائِقِ الإِيمانِ ، لا يُدرَكُ بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنَّاسِ ، مَعروفٌ بِالآياتِ ، مَنعوتٌ بِالعَلاماتِ ، لا يَجورُ في قَضِيَّتِهِ ، بانَ مِنَ الأَشياءِ وبانَتِ الأَشياءُ مِنهُ «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» ، ذلِكَ اللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ .
فَقالَ الأَعرابِيُّ : اللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالاتِهِ . ۱

۳۴۶۴.كفاية الأثر عن هشام :كُنتُ عِندَ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام إِذ دَخَلَ عَلَيهِ مُعاوِيَةُ بنُ وَهَبٍ ، وعَبدُ المَلِكِ بنُ أَعيَنَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ بنُ وَهَبٍ : يَاابنَ رَسولِ اللّهِ ، ما تَقولُ فِي الخَبَرِ الَّذي رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَأى رَبَّهُ ، عَلى أيِّ صورَةٍ رَآهُ ؟ وعَنِ الحَديثِ الَّذي رَوَوهُ أنَّ المُؤمِنينَ يَرَونَ رَبَّهُم فِي الجَنَّةِ ، عَلى أيِّ صورَةٍ يَرَونَهُ ؟
فَتَبَسَّمَ عَلَيهِ السَّلامُ ، ثُمَّ قالَ : يا فُلانُ ، ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ يَأتي عَلَيهِ سَبعونَ سَنَةً ، أو ثَمانونَ سَنَةً ، يَعيشُ في مِلكِ اللّهِ ، ويَأكُلُ مِن نِعَمِهِ ، لا يَعرِفُ اللّهَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : يا مُعاوِيَةُ ، إِنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله لَم يَرَ رَبَّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِمُشاهَدَةِ العِيانِ ، وإِنَّ الرُّؤيَةَ عَلى وَجهَينِ : رُؤيَةَ القَلبِ ورُؤيَةَ البَصَرِ ؛ فَمَن عَنى بِرُؤيَةِ القَلبِ فَهُوَ مُصيبٌ ، ومَن عَنى بِرُؤيَةِ البَصَرِ فَقَد كَفَرَ بِاللّهِ وبِآياتِهِ ؛ لِقَولِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن شَبَّهَ اللّهَ بِخَلقِهِ فَقَد كَفَرَ . ۲

1.تاريخ دمشق : ج ۵۴ ص ۲۸۲ ؛ الإرشاد : ج ۱ ص ۲۲۴ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۹۳ ح ۱۲۳ كلاهما عن الإمام علي عليه السلام ، الأمالي للسيّد المرتضى : ج ۱ ص ۱۰۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۱۸ ، روضة الواعظين : ص ۴۱ عن الإمام الصادق عليه السلام وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۲ ح ۸ .

2.كفاية الأثر : ص ۲۵۶ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۵۴ ح ۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 113425
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي