181
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4

تحليل حول حُسن الخلقة

«الحُسن» ضد «القبح» . يقول الراغب في معنى «الحُسن» :
«الحسن عبارة عن كل مُبهجٍ مرغوبٍ فيه ، وذلك ثلاثة أَضرب : مستحسن من جهة العقل ، ومستحسن من جهة الهوى ، ومستحسن من جهة الحسّ» ۱ .
إِنّ هذا التقسيم للحُسن يقوم على أَساس الجهات المدركة التي تتلقى الحُسن في الإنسان . غير أَنَّ حقيقة الحُسن عبارة عن تناسق أَجزاء كلّ شيء مع بعضها ، وانسجام كلّ الأَجزاء مع ما هو خارج ذاته من هدف وغاية ، فجمالُ الوجه إذا على سبيل المثال يعني تناسب أَجزائه ، وحُسن العدالة يعني انسجامها مع هدف المجتمع المتمدّن ، حيث ينالُ كلّ ذي حقّ حقّه وقس على ذلك .
إِمعان النظر في أَنواع المخلوقات من حيث تناسقها وتناسب أَجزائها وانطوائها على ما تحتاجه من تركيب وتجهيز بشكل كامل تام ، يجعل الباحث واثقا بأنّ كل واحد من هذه المخلوقات قد خُلق على أَفضل ما يمكن تصوره : «فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَــلِقِينَ »۲ .

1.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۳۵ .

2.المؤمنون : ۱۴ انظر الميزان في تفسير القرآن للآية .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4
180

قَد أَسبَلَ إِزارَهُ إِذ لَحِقَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقَد أَخَذَ بِناصِيَةِ نَفَسِهِ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ عَبدُكَ ابنُ عَبدِكَ ابنُ أُمَتِكَ .
قالَ عَمرٌو : فَقُلتُ يا رَسولَ اللّهِ ، إِنّي رَجُلٌ حَمشُ السّاقَينِ . ۱
فَقالَ : يا عَمرُو ، إِنَّ اللّهَ عز و جل قَد أَحسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ . ۲

۴۴۸۷.جامع الأخبار :رُوِيَ أَنَّ نوحا عليه السلام مَرَّ عَلى كَلبٍ كَريهِ المَنظَرِ ، فَقالَ نوحٌ : ما أَقبَحَ هذَا الكَلبَ ! فَجَثَا الكَلبُ ، وقالَ بِلِسانٍ طَلقٍ ذَلقٍ ۳ : إِن كُنتَ لا تَرضى بِخَلقِ اللّهِ فَحَوِّلني يا نَبِيَّ اللّهِ! فَتَحَيَّرَ نوحٌ عليه السلام وأَقبَلَ يَلومُ نَفسَهُ بِذلِكَ ، وناحَ عَلى نَفسِهِ أَربَعينَ سَنَةً ،حَتّى ناداهُ اللّه تَعالى : إِلى مَتى تَنوحُ يا نوحُ ، فَقَد تُبتُ عَلَيكَ . ۴

1.حَمشُ الساقَين: أي دقيقهما (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۳۰) .

2.مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۲۳۴ ح ۱۷۷۹۷ ، المعجم الكبير : ج ۸ ص ۲۳۳ ح ۷۹۰۹ عن أبي أُمامة نحوه .

3.لسان طَلْق ذَلْق : أي فصيح بليغ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۱۰) .

4.جامع الأخبار : ص ۲۴۸ ح ۶۳۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109368
الصفحه من 379
طباعه  ارسل الي