201
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4

الفصل الثالث والعشرون: الخبيـر

الخبير لغةً

الخبير في اللغة فعيل بمعنى فاعل من مادّة «خبر» وهو يدلّ على علم ، فالخبير بمعنى «عليم» ۱ ، وقد ذهب ابن الأَثير إِلى أَنّه العالم بما كان وبما يكون وعارف بحقيقة الشيء. ۲ وفي ضوء ذلك يُلاحظ في اسم «الخبير» عناية مطلقة .

الخبير في القرآن والحديث

لقد ذكر القرآن الكريم صفة «الخبير» إِلى جانب صفة «اللطيف» خمس مرّات ، وإِلى جانب صفة «الحكيم» أَربع مرّات ، ومع صفة «العليم» أَربع مرّات أَيضا ، وقد بيّن القرآن الكريم كون اللّه ـ جلّ وعلا ـ خبيرا بالإنسان وبأعماله وذنوبه في ثلاثين موضعا ، وأَمّا صفة «الخبير» من دون أَن تقرن بصفة أُخرى فقد جاءت في مورد واحد فقط في الآية الرابعة عشرة من سورة فاطر .

1.معجم مقاييس اللغة : ج ۲ ص ۲۳۹ ، المصباح المنير : ص ۱۶۲ .

2.النهاية : ج ۲ ص ۶ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4
200

صُنعَها ، وفَطَرَها عَلى ما أَرادَ وَابتَدَعَها ! ۱

۴۵۴۸.عنه عليه السلام :أَنشَأَ الخَلقَ إِنشاءً ، وَابتَدَأَهُ ابِتداءً ، بِلا رَوِيَّةٍ أَجالَها ، ولا تَجرِبَةٍ اِستَفادَها ، ولا حَرَكَةٍ أَحدَثَها ، ولا هَمامَةِ نَفسٍ اِضطَرَبَ فيها . ۲

۴۵۴۹.الإمام زين العابدين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ ـ: أَنتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنتَ ، الَّذي أَنشَأتَ الأَشياءَ مِن غَيرِ سِنخٍ ، وصَوَّرتَ ما صَوَّرتَ مِن غَيرِ مِثالٍ ، وَابتَدَعتَ المُبتَدَعاتِ بِلَا احتِذاءٍ ، أَنتَ الَّذي قَدَّرتَ كُلَّ شَيءٍ تَقديرا ، ويَسَّرتَ كُلَّ شَيءٍ تَيسيرا ، ودَبَّرتَ ما دونَكَ تَدبيرا ، وأَنتَ الَّذي لَم يُعِنكَ عَلى خَلقِكَ شَريكٌ ، ولَم يُؤازِركَ في أَمرِكَ وَزيرٌ ، ولَم يَكُن لَكَ مُشاهِدٌ ولا نَظيرٌ . ۳

۴۵۵۰.الإمام الرضا عليه السلام :لَهُ مَعنَى الرُّبوبِيَّةِ إِذ لا مَربوبَ ، وحَقيقَةُ الإِلهِيَّةِ إِذ لا مَألوهَ ، ومَعنَى العالِمِ ولا مَعلومَ ، ومَعنَى الخالِقِ ولا مَخلوقَ ، وتَأويلُ السَّمعِ ولا مَسموعَ ، لَيسَ مُنذُ خَلَقَ استَحَقَّ مَعنَى الخالِقِ ، ولا بِإِحداثِهِ البَرايا استَفادَ مَعنَى البارِئِيَّةِ ، كَيفَ ولا تُغَيِّبُهُ مُذ ، ولا تُدنيهِ قَد ، ولا تَحجُبُهُ لَعَلَّ ، ولا تُوَقِّتُهُ مَتى ، ولا تَشمُلُهُ حينَ ، ولا تُقارِنُهُ مَعَ ، إِنَّما تَحُدُّ الأَدَواتُ أَنفُسَها ، وتُشيرُ الآلَةُ إِلى نَظائِرِها . ۴

راجع : ج 5 ص 29 (الفصل التاسع والأربعون : الفاطر) و ص33 (الفصل الخمسون : الفاعل، الفعّال) ،
ج 3 ص 397 (التوحيد في الخالقية) .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۷۶ ح ۱۶ عن التوحيد نحوه .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷۴ ح ۱۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۴۸ ح ۵ .

3.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۸۶ الدعاء ۴۷ .

4.التوحيد : ص ۳۸ ح ۲ ، عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۵۲ ح ۵۱ كلاهما عن محمّد بن يحيى والقاسم بن أيّوب العلوي ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۶۳ ح ۲۸۳ وراجع: الأمالي للمفيد : ص ۲۵۶ والأمالي للطوسي : ص ۲۳ ح ۲۸ وتحف العقول : ص ۶۵ و بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۲۸۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109427
الصفحه من 379
طباعه  ارسل الي