35
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4

من هنا نرى أَنّ ما ورد في زيارة أَهل البيت عليهم السلام تبيانا لخصائصهم عند مخاطبتهم: «أَنتم الأَوّل والآخر» ۱ هو بمعنى الأَوّليّة والآخريّة النسبيّتين ولا غلوّ في حقّهم ۲ .

3 / 1

مَعنى أَوَّلِيَّةِ اللّهِ وآخِرِيَّتِهِ

الكتاب

«هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْاخِرُ وَ الظَّـهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ » . ۳

الحديث

۴۱۳۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فِي الدُّعاءِ ـ: اللّهُمَّ أَنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأَنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ . ۴

۴۱۳۸.عنه صلى الله عليه و آله :يوشِكُ قُلوبُ النّاسِ أَن تَمتَلِئَ شَرّا حَتّى يُجرِي النّاسُ فَضلاً بَينَ النّاسِ ما يَجِدُ قَلبا يَدخُلُهُ ، ولا يَزالُ النّاسُ يَسأَلونَ عَن كُلِّ شَيءٍ حَتّى يَقولوا : كانَ اللّهُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، فَما كانَ قَبلَ اللّهِ ؟ فَإِذا قالوا لَكُم فَقولوا : كانَ اللّهُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ،

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۱۷ .

2.راجع: أهل البيت في الكتاب والسنّة : (القسم الثالث / الفصل الأوّل / بهم فتح الدين وبهم يختم) .

3.الحديد : ۳ .

4.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۸۴ ح ۲۷۱۳ ، سنن أبي داوود : ج ۴ ص ۳۱۲ ح ۵۰۵۱ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۴۷۲ ح ۳۴۰۰ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۲۷۵ ح ۳۸۷۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۳۲۵ ح ۸۹۶۹ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۷۳۱ ح ۲۰۰۲ كلّها عن أبي هريرة ، التاريخ الكبير : ج ۲۶ ص ۴۷۹ ح ۳۰۴۳ عن اُمّ سلمة وكلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۱۹۴ ح ۳۷۱۵ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4
34

1 . الأَوّل والآخر المطلقان

وهذا المعنى للّه تعالى وحدَه لا يشاركه فيه غيره ، وما من أَوّل مطلق وآخر مطلق إِلّا هو . وورد هذان اللفظان بهذا المعنى مرّة واحدة في القرآن الكريم ، وذلك في الآية الثالثة من سورة الحديد . قال سبحانه:
« هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْاخِرُ وَ الظَّـهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ » .
وقال العلّامة الطباطبائيّ قدس سره :
«المراد من أَوّليّته وآخريّته سبحانه إحاطته بجميع الأَشياء... فكلّ ما فُرض أَوّلاً فهو قبله ، فهو الأَوّل دون الشيء المفروض أَوّلاً ، وكلّ ما فرض آخرا فهو بعده لإحاطة قدرته به من فوقه ... فأَوّليّته وآخريّته تعالى فرعان من فروع اسمه «المحيط» ، والمحيط من فروع قدرته المطلقة ... ويمكن تفريع الأسماء الأَربعة على إحاطة وجوده بكلّ شيء ... فإنّ وجوده تعالى قبل وجود كلّ شيء وبعده ...» ۱ .
ومن الجدير ذكره أَنّ أَوّليّة اللّه و آخريّته في الروايات التي ستلاحظونها بمعنى أَوّليّته وآخريّته في الوجود ، من هنا تعود أَوّليّته وآخريّته إِلى تفرّده في الأَزليّة وَالأَبديّة .

2 . الأَوّل والآخر النسبيّان

إِنّ إِطلاق الأَوّل والآخر على غير اللّه سبحانه في القرآن والحديث نسبيّ ، مثل: «أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»۲ و «أَوَّلُ الْعَـبِدِينَ»۳ وغيرهما .

1.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۹ ص ۱۴۵ مع توضيح يسير .

2.الأنعام : ۱۶۳ .

3.الزخرف: ۸۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج4
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 86954
الصفحه من 379
طباعه  ارسل الي