۵۱۸۲.الكافي عن أبي الحسن عليه السلام۱ـ لِلفَتحِ بنِ يَزيدَ الجُرجانِيِّ ـالكافي عن أبي الحسن عليه السلام ۲ : يا فَتحُ إِنَّما قُلنا : اللَّطيفُ لِلخَلقِ اللَّطيفِ [ و] لِعِلمِهِ بِالشَّيءِ اللَّطيفِ ، أَوَلا تَرى ـ وَفَّقَكَ اللّهُ وثَبَّتَكَ ـ إِلى أَثَرِ صُنعِهِ فِي النَّباتِ اللَّطيفِ وغَيرِ اللَّطيفِ ، ومِنَ الخَلقِ اللَّطيفِ ، ومِنَ الحَيَوانِ الصِّغارِ ، ومِنَ البَعوضِ وَالجِرجِسِ ۳ وما هُوَ أَصغَرُ مِنها ما لا يَكادُ تَستَبينُهُ العُيونُ ، بَل لا يَكادُ يُستَبانُ لِصِغَرِهِ الذَّكَرُ مِنَ الأُنثى ، وَالحَدَثُ المَولودُ مِنَ القَديمِ ، فَلَمّا رَأَينا صِغَرَ ذلِكَ في لُطفِهِ ، وَاهتِداءَهُ لِلسِّفادِ وَالهَرَبَ مِنَ المَوتِ ، وَالجَمعَ لِما يُصلِحُهُ ، وما فِي لُجَجِ البِحارِ ، وما في لِحاءِ الأَشجارِ وَالمَفاوزِ والقِفارِ ، وإِفهامَ بَعضِها عَن بعضٍ مَنطِقَها ، وما يَفهَمُ بِهِ أَولادُها عَنها ، ونَقلَهَا الغِذاءَ إِلَيها ، ثُمَّ تَأليفَ أَلوانِها؛ حُمرَةٍ مَعَ صُفرَةٍ ، وبَياضٍ مَعَ حُمرَةٍ ، وأَنَّهُ ما لا تَكادُ عُيونُنا تَستَبينُهُ لِدَمامَةِ خَلقِها ، لا تَراهُ عُيونُنا ولا تَلمِسُهُ أَيدينا ، عَلِمنا أَنَّ خالِقَ هذَا الخَلقِ لَطيفٌ لَطُفَ بِخَلقِ ما سَمّيناهُ ، بِلا عِلاجٍ ولا أَداةٍ ولا آلَةٍ . ۴
۵۱۸۳.الإمام الجواد عليه السلام :سَمَّيناهُ لَطيفا لِعِلمِهِ بِالشَّيءِ اللَّطيفِ ، مِثلِ البَعوضَةِ وأَخفى مِن ذلِكَ ، ومَوضِعِ النُّشوءِ مِنها ، وَالعَقلِ وَالشَّهَوةِ لِلسِّفادِ والحَدَبِ عَلى نَسلِها ، وإِقامِ بَعضِها عَلى بَعضٍ ، ونَقلِهَا الطَّعامَ وَالشرّابَ إِلى أَولادِها فِي الجِبالِ وَالمفاوِزِ وَالأَودِيَةِ وَالقِفارِ ، فَعَلِمنا أَنَّ خالِقَها لَطيفٌ بِلا كَيفٍ ، وإِنَّمَا الكَيفِيَّةُ لِلمَخلوقِ المُكَيَّفِ . ۵
1.المراد بأبي الحسن عليه السلام هنا الثاني [ الإمام الرضا عليه السلام ] على ما صرّح به الصدوق ، ويحتمل الثالث [الإمام الهادي عليه السلام ] كما في كشف الغمّة (هامش المصدر) .
2.الجِرْجِس : لغة في القِرْقِس ؛ وهو البعوض الصغار (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۸۲) .
3.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۹ ح ۱ ، التوحيد : ص ۱۸۶ ح ۱ وص ۶۳ ح ۱۸ نحوه وكلّها عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۹۱ ح ۲۱ .
4.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۷ ح ۷ ، التوحيد : ص ۱۹۴ ح ۷ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۶۸ ح ۳۲۱ كلاهما نحوه وكلّها عن أبي هاشم الجعفري ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۵۴ ح ۱ .