267
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5

على حدٍّ سواء ، والحديث المأثور عن الإمام الرضا عليه السلام يشير إِلى الاحتمال الثاني .

85 / 1

أَقسامُ النُّورِ فِي القُرآنِ

۵۴۳۹.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن أَقسامِ النُّورِ فِي القُرآنِ ـ: النُّورُ القُرآنُ، وَالنُّورُ اسمٌ مِن أَسماءِ اللّهِ تَعالى، وَالنُّورُ النّورِيَّةُ، وَالنُّورُ القَمَرُ، وَالنُّورُ ضَوءُ المُؤمِنِ وهُوَ المُوالاةُ الَّتي يَلبَسُ بِها نورا يَومَ القِيامَةِ، وَالنُّورُ في مَواضِعَ مِنَ التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ حُجَّهُ اللّهِ عز و جلعَلى عِبادِهِ، وهُوَالمَعصومُ. ۱

85 / 2

نورُ كُلِّ شَيءٍ

الكتاب

«اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ» . ۲

الحديث

۵۴۴۰.الكافي عن أحمد بن محمّد البرقي رفعه :سَأَلَ الجاثَليقُ ۳ أَميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ: ... أَخبِرني عَن قَولِهِ : «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَـئِذٍ ثَمَـنِيَةٌ»۴ فَكَيفَ قالَ ذلِكَ وقُلتَ: إِنَّهُ يَحمِلُ العَرشَ وَالسَّماواتِ وَالأَرضَ!؟

1.بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۰ نقلاً عن رسالة النعماني .

2.النور: ۳۵ .

3.الجَاثَليْقُ : هو رئيس النصارى في بلاد الإسلام ، ولغتهم السريانيّة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۷۰) .

4.الحاقّة: ۱۷ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
266

لقد نُسب النُّور إِلى اللّه في القرآن الكريم بأَشكال متنوّعة كما أُشير إِلى ذلك ، فوُصِف اللّه بالنُّور تارةً ، وعُدَّ النُّورُ من مخلوقات اللّه تارةً أُخرى ، وقد فسّر الشيخ الصدوق رحمه الله النُّور في الآية ، التي وصفت اللّه سبحانه بالنُّور ، أَنّه المنير ، فقال : النُّور معناه المنير ، ومنه قوله عز و جل : «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ»۱ أَي : منير لهم وآمرهم وهاديهم ، فهم يهتدون به في مصالحهم ، كما يهتدون في النُّور والضياء ، وهذا توسّع ۲ . وفي الحديث المنقول عن الإمام الرضا عليه السلام : «هُوَ نورٌ ، بِمَعنى أَنَّهُ هادٍ لِخَلقِهِ مِن أَهلِ السَّماءِ وأهلِ الأَرضِ»۳ .
إِنّ إِطلاق اسم النُّور على اللّه سبحانه لا يعني النُّور الحسّيّ ؛ لأَنّ اللّه ـ جلّ شأنه ـ ليس بجسمٍ ، بل كما أَنّ النُّور ظاهر بذاته ومُظهر الأَشياء الأُخرى ومُنيرها فكذلك اللّه تعالى ليس فيه ظُلمةٌ ، وهو مُظهر الأَشياء الأُخرى ومُنيرها .
يمكن أَن نقدّم احتمالين في تفسير ظاهريّة اللّه الذاتيّة ، الأَوّل : إِنّ المراد من فقدان الظُلمة في الذات الإلهيّة هو أَنّ اللّه فاقد كلّ نقصٍ ، كما في الدّعاء : «يا مَوصوفا بِغَيرِ كُنهٍ... وموجِدَ كُلِّ مَوجودٍ ، ومُحصِيَ كُلِّ مَعدودٍ وفاقِدَ كُلِّ مَفقودٍ»۴ . والثاني هو نفس ما قلناه في كلامنا حول اسم «الظاهر» .
إِنّ ثمّة احتمالين أَيضا يتسنّى عرضهما في تفسير إِظهار اللّه الأَشياءَ الأُخرى ، الأَوّل : إِنّ اللّه سبحانه هو أَصل الموجودات الأُخرى ومصدرها ، والآخر : إِنّه تعالى هادي الأَشياء الأُخرى ، وهذه الهداية يمكن أَن تكون بالمعنى التكوينيّ والتشريعيّ

1.النور : ۳۵ .

2.التوحيد : ص ۲۱۳. راجع : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۲۸ .

3.راجع : ص ۲۶۸ ح ۵۴۴۳ .

4.راجع : ج ۴ ص ۲۸۸ ح ۴۷۵۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 92959
الصفحه من 382
طباعه  ارسل الي