63
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5

۵۰۵۳.الاحتجاج :مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أَبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ أَن قالَ : .. . مِن أَيِّ شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ الأَشياءَ؟
قالَ عليه السلام : مِن لا شَيءٍ . فَقالَ : كَيفَ يَجيءُ مِن لا شَيءٍ شَيءٌ؟
قالَ عليه السلام : إِنَّ الأَشياءَ لا تَخلو أَن تَكونَ خُلِقَت مِن شَيءٍ أَو مِن غَيرِ شَيءٍ ؛ فَإِن كانَت خُلِقَت مِن شَيءٍ كانَ مَعَهُ فَإِنَّ ذلِكَ الشَّيءَ قَديمٌ ، وَالقَديمُ لا يَكونُ حَديثا ولا يَفنى ولا يَتَغَيَّرُ. ۱

۵۰۵۴.الكافي عن أَبي الحسن عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن أَدنَى المَعرِفَةِ ـ: الإِقرارُ بِأَنَّهُ لا إِلهَ غَيرُهُ ولا شِبهَ لَهُ ولا نَظيرَ ، وأَنَّهُ قَديمٌ مُثبَتٌ مَوجودٌ غَيرُ فَقيدٍ ، وأَنَّهُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ. ۲

۵۰۵۵.الإمام الرضا عليه السلام :اِعلَم ـ عَلَّمَكَ اللّهُ الخَيرَ ـ إِنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ قَديمٌ وَالقِدَمُ صِفَتُهُ الَّتي دَلَّتِ العاقِلَ عَلى أَنَّهُ لا شَيءَ قَبلَهُ ولا شَيءَ مَعَهُ في دَيمومِيَّتِهِ ، فَقَد بانَ لَنا بِإِقرارِ العامَّةِ مُعجِزَةُ الصِّفَةِ أَنَّهُ لا شَيءَ قَبلَ اللّهِ ولا شَيءَ مَعَ اللّهِ في بَقائِهِ ، وبَطَلَ قَولُ مَن زَعَمَ أَنَّهُ كانَ قَبلَهُ أَو كانَ مَعَهُ شَيءٌ ، وذلِكَ أَنَّهُ لَو كانَ مَعَهُ شَيءٌ في بَقائِهِ لَم يَجُز أَن يَكونَ خالِقا لَهُ ؛ لِأَنَّهُ لَم يَزَل مَعَهُ فَكَيفَ يَكونُ خالِقا لِمَن لَم يَزَل مَعَهُ؟ ولو كانَ قَبلَهُ شَيءٌ كانَ الأَوَّلُ ذلِكَ الشَّيءَ لا هذا ، وكانَ الأَوَّلُ أَولى بِأَن يَكونَ خالِقا لِلأَوَّلِ ، ثُمَّ وَصَفَ نَفسَهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِأَسماءٍ دَعَا الخَلقَ إِذ خَلَقَهُم وتَعَبَّدَهُمَ وَابتَلاهُم إِلى أَن يَدعوهُ بِها ، فَسَمّى نَفسَهُ : سَميعا بَصيرا قادِرا قائِما ناطِقا ظاهِرا باطِنا لَطيفا

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ و ص ۲۱۵ ح ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۷۷ ح ۵۳ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۸۶ ح ۱ ، التوحيد : ص ۲۸۳ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۳۳ ح ۲۹ كلّها عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۶۷ ح ۱ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
62

وأَنتُم قُلتُم : إِنَّ القَديمَ عز و جل اتَّحَدَ بِالمَسيحِ ابنِهِ ، فَمَا الَّذي أَرَدتُموهُ بِهذَا القَولِ؟ أَرَدتم أَنَّ القَديمَ صارَ مُحدَثا لِوُجودِ هذَا المُحدَثِ الَّذي هُوَ عيسى ، أَوِ المُحدَثِ الَّذي هُوَ عيسى صارَ قَديما لِوُجودِ القَديمِ الَّذي هُوَ اللّهُ ، أَو مَعنى قَولِكُم : إِنَّهُ اتَّحَدَ بِهِ أَنَّهُ اختَصَّهُ بِكَرامَةٍ لَم يُكرِم بِها أَحَدا سِواهُ.
فَإِن أَرَدتُم أَنَّ القَديمَ صارَ مُحدَثا فَقَد أَبطَلتُم ؛ لِأَنَّ القَديمَ مُحالٌ أَن يَنقَلِبَ فَيَصيرَ مُحدَثا.
و إِن أَرَدتُم أَنَّ المُحدَثَ صارَ قَديما فَقَد أَحَلتُم ؛ لِأَنَّ المُحدَثَ أَيضا مُحالٌ أَن يَصيرَ قَديما .
و إِن أَرَدتم أَنَّهُ اتَّحَدَ بِهِ بِأَنَّهُ اختَصَّهُ وَاصطَفاهُ عَلى سائِرِ عِبادِهِ ، فَقَد أَقرَرتُم بِحُدوثِ عيسى وبِحُدوثِ المَعنَى الَّذِي اتَّحَدَ بِهِ مِن أَجلِهِ ، لِأَنَّهُ إِذا كانَ عيسى مُحدَثا وكانَ اللّهُ اتَّحَدَ بِهِ ـ بِأَن أَحدَثَ بِهِ مَعنىً صارَ بِهِ أَكرَمَ الخَلقِ عِندَهُ ـ فَقَد صارَ عيسى وذلِكَ المَعنى مُحدَثَينِ ، وهذا خِلافُ ما بَدَأَتُم تَقولونَهُ . ۱

۵۰۵۲.التوحيد عن أبي بصير:أَخرَجَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام حُقّا ۲ ، فَأَخرَجَ مِنهُ وَرَقَةً فَإِذا فيها:
سُبحانَ الواحِدِ الَّذي لا إِلهَ غَيرُهُ ، القَديمِ المُبدِئِ الَّذي لا بَديءَ ۳ لَهُ ، الدّائِمِ الَّذي لا نَفادَ لَهُ. ۴

1.الاحتجاج : ج ۱ ص ۳۱ ح ۲۰ عن الإمام العسكري عليه السلام ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۵۳۲ ح ۳۲۳ عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۵۹ ح ۱ .

2.الحُقّ : وعاء صغير ذو غطاء يُتّخذ من عاج أو زجاج أو غيرهما (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۱۸۸) .

3.في بحار الأنوار : «بدء» بدل «بديء» .

4.التوحيد : ص ۴۶ ح ۸ ، مصباح المتهجّد : ص ۸۳۴ ح ۸۹۵ ، الإقبال : ج ۳ ص ۳۵۱ كلاهما نحوه و من دون إسناد إلى المعصوم ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۸۵ ح ۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 112502
الصفحه من 382
طباعه  ارسل الي