71
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5

54 / 3

ما رُويَ في قِدَمِ أَسمائِهِ وَأَفعالِهِ

۵۰۷۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أَوَّلِيَّتِهِ وَحدانِيّا ، وفي أَزَلِيَّتِهِ مُتَعَظِّما بِالإِلهِيَّةِ ، مُتَكَبِّرا بِكِبرِيائِهِ وجَبَروتِهِ ۱ ، ابتَدَأَ مَا ابتَدَعَ وأَنشَأَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ بِشَيءٍ مِمّا خَلَقَ ، رَبُّنَا القَديمُ بِلُطفِ رُبوبِيَّتِهِ. ۲

۵۰۷۶.عنه صلى الله عليه و آله :إِذا أَماتَ اللّهُ الخَلائِقَ ولَم يَبقَ شَيءٌ لَهُ روحٌ يَقولُ اللّهُ عز و جل : يا مَلِكَ المَوتِ .. . أَذَقتَ عِبادي و أَنبِيائي وأَوِليائي ورُسُلِيَ المَوتَ ، وقَد سَبَقَ في عِلمِيَ القَديمِ ـ وأَنَا عَلّامُ الغُيوبِ ـ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهي ، وهذِهِ نَوبَتُكَ. ۳

۵۰۷۷.عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إِنّي أَسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا أللّهُ .. . يا عَظيمُ يا قَديمُ .. . يا مَن هُوَ في مُلكِهِ مُقيمٌ ، يا مَن هُوَ في سُلطانِهِ قَديمٌ .. . يا مَن هُوَ في حِكمَتِهِ لَطيفٌ ، يا مَن هُوَ في لُطفِهِ قَديمٌ .. . يا أَحكَمَ مِن كُلِّ حَكيمٍ ، يا أَقدَمَ مِن كُلِّ قَديمٍ .. . يا عَظيمَ المَنِّ ، يا كَثيرَ الخَيرِ ، يا قَديمَ الفَضلِ ، يا دائِمَ اللُّطفِ .. . يا جَميلَ الثَّناءِ ، يا قَديمَ السَّناءِ ۴ .. . يا مَن هُوَ في حِكمَتِهِ عَظيمٌ ، يا مَن هُوَ في إِحسانِهِ قَديمٌ .. . يا مَن مُلكُهُ قَديمٌ ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ ، يا مَن عَرشُهُ عَظيمٌ. ۵

۵۰۷۸.عنه صلى الله عليه و آله :يا قَديمَ الإِحسانِ بِأَهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ يا أللّهُ. ۶

1.الجَبَرُوتُ : من الجَبْرِ و القَهْرِ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۶۶) .

2.التوحيد : ص ۴۴ ح ۴ عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۸۷ ح ۱۹ .

3.بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۵۸ نقلاً عن بعض الكتب القديمة عن ابن عبّاس .

4.السَّنَاءُ : ارتفاع المنزلة و القدر (النهاية : ج ۲ ص ۴۱۴) .

5.البلد الأمين : ص ۴۰۲ ـ ۴۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۸۴ .

6.البلد الأمين: ص ۴۲۰ ، مصباح المتهجّد: ص ۵۸۵ ح ۶۹۱ ، الإقبال : ج ۱ ص ۱۶۰ ، المصباح للكفعمي : ص ۷۸۴ و الثلاثة الأخيرة عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام و فيها «يا قديم الإحسان» فقط، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۶۵ ح ۱.


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
70

تفاوت بين الآن وقبل ۱ ، وهذا الموضوع غير منسجم مع مفاد الأَحاديث المذكورة ومقصودها ، فهذه الأَحاديث تحاول أَن تثبت التفاوت بين الآن وقبل (الحاضر والماضي) : كان اللّه ولم يُخلق شيء ، لكن المخلوقات خُلقت الآن ، وفي ضوء هذا إِنّ صفة القدم تنحصر في اللّه ، والموجودات الأُخرى حادثة ولها الآن وجود حقّا ، لذا جاء في بعض الأَحاديث : «لَم يَزَل اللّهُ مَوجودا ثُمَّ كَوَّنَ ما أرادَ»؛«كانَ إذ لَم يَكُن شَيءٌ غَيرهُ ، وكَوَّنَ الأَشياءَ»؛«لَم يَزَلِ اللّهُ وَحدَهُ لا شَيءَ مَعَهُ ، ثُمَّ خَلَقَ الأَشياءَ» . بناءً على هذا هناك تفاوت حقيقيّ بين ما قبل الخلقة وما بعدها ، ذلك أَنّ المخلوقات كانت معدومةً سابقا ، والآن هي موجودة حقّا ، وقد جاء في حديثٍ مأثور عن الإمام الرضا عليه السلام في إِثبات تفرّد اللّه في القِدَم ، وإِثبات حدوث المخلوقات : «لَو كانَ مَعَهُ شَيءٌ في بَقائِهِ لَم يَجُز أَن يَكونَ خالِقا لَهُ» . أَي : ما يستلزم الخلقة هو «كانَ اللّهُ ولَم يَكُن مَعَهُ شَيءٌ» ثمّ خلق اللّه الأَشياء .
لقد حاول البعض أَن يجد مستندا روائيّا لعبارة الجُنيد ، فذهب إِلى أَنّها والحديث المأثور عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام إِذ قال : «إِنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ كانَ لَم يَزَل بِلا زَمانٍ ولا مَكانٍ وهُوَ الآنَ كَما كانَ»۲ شيءٌ واحدٌ . ۳ في حين أَنّه لا علاقة لحديثه عليه السلام بكلام الجنيد ، وأَساسا بحديث «كانَ اللّهُ ولَم يَكُن مَعَهُ شَيءٌ» ؛ لأَنّ الذي جاء في حديث الإمام موسى بن جعفر عليه السلام هو أَنّ اللّه ليس له زمان ومكان في الماضي وكذلك الآن ، أَي : إِنّه سبحانه غير محدود بزمان ومكان سواءٌ قبل الخلقة أَم بعدها ، مثلما نقول : كان اللّه عالما والآن كما كان ، لذلك لم يرد في هذا الحديث كلام حول المخلوقات وحدوثها ونفي صفة القِدَم عنها وإِثبات تفرّد اللّه سبحانه في صفة القِدَم .

1.راجع : ص ۶۸ ح ۵۰۷۳ .

2.راجع : ص ۶۷ ح ۵۰۷۲ .

3.كلمات مكنونة للفيض : ص ۳۳ «كلمة فيها إشارة إلى لميّة الإيجاد وانّه أمر اعتباري» .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 91255
الصفحه من 382
طباعه  ارسل الي