5 / 5
غَزوَةُ الحُدَيبيَةِ
۹۱۶۵.كنز العمّال عن إياس بن سَلمة عن أبيهِ :خَرَجنا مَع رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في غَزوَةِ الحُدَيبيَةِ ، فَنَحَرَ مِئةَ بَدَنَةٍ ونحنُ سَبعَ عشرَةَ مِئةً ومَعَهُم عِدَّةُ السِّلاحِ والرِّجالِ والخَيلِ ، وكانَ في بُدنِهِ جَمَلُ أبِي جَهلٍ ، فَنَزَلَ الحُدَيبيَةَ فَصالَحَتهُ قُرَيشٌ على أنَّ هذا الهَديَ مَحِلُّهُ حيثُ حَبَسناهُ . ۱
۹۱۶۶.كنز العمّال عن إياس بن سَلمة عن أبيهِ :بَعَثَت قُرَيشٌ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وحُوَيطِبَ بنَ عَبدِ العُزّى ومكرزَ بنَ حَفصٍ إلى رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِيُصالِحُوهُ ، فلَمّا رَآهُم رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فيهِم سُهَيلٌ قالَ : قد سَهَّلَ مِن أمرِكُمُ القَومُ يَأتُونَ إليكُم بِأرحامِكُم وسائلُوكُم الصُّلحَ ؛ فَابعَثُوا الهَديَ وأظهِرُوا بالتَّلبِيَةِ لَعَلَّ ذلك يُلِينُ قُلُوبَهُم ، فَلَبَّوا مِن نَواحِيالعَسكَرِ حتّى ارتَجَّت أصواتُهُم بالتَّلبِيَةِ ، فَجاؤوهُ فَسَألُوهُ الصُّلحَ .
فَبَينَما الناسُ قد تَوادَعُوا وفيالمُسلِمينَ ناسٌ مِن المُشركينَ وفي المُشركينَ ناسٌ مِن المُسلمينَ ، فَفَتَكَ أبو سُفيانَ فإذا الوادِي يَسِيلُ بالرِّجالِ والسِّلاحِ ، قالَ سَلمةُ : فَجِئتُ بسِتَّةٍ مِن المُشركينَ مُسَلَّحينَ أسُوقُهُم مايَملِكُونَ لأنفُسِهِم نَفعا ولا ضَرّا ، فَأتَينا بِهِمُ النبيَّ صلى الله عليه و آله فلَم يَسلُبْ ولَم يَقتُلْ وعَفا ، فَشَدَدنا على ما في أيدِي المُشركينَ مِنّا فما تَرَكْنا فيهِم رَجُلاً مِنّا إلّا استَنقَذناهُ ، وغَلَبنا على مَن في أيدِينا مِنهُم .
ثُمَّ إنَّ قُرَيشا أتَت سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وحُوَيطِبَ ابنَ عبدِ العُزّى فَوَلُوا صُلحَهُم ، وبَعثَ النبيُّ صلى الله عليه و آله عليّا وطَلحَةَ فكَتَبَ عليٌّ بَينَهُم : بسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ هذا ما صالَحَ علَيهِ محمّدٌ رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قُرَيشا ، صالَحَهُم على أنَّهُ لا إغلالَ ، ولا إسلالَ ۲ ، وعلى أنّهُ مَن قَدِمَ مَكَّةَ مِن أصحابِ محمّدٍ حاجّا أو مُعتَمِرا أو يَبتَغِي مِن فَضلِ اللّه ِ فهُو آمِنٌ على دَمِهِ ومالِهِ ، ومَن قَدِمَ المدينةَ مِن قُرَيشٍ مُجتازا إلى مِصرَ وإلَى الشامِ يَبتَغِي مِن فَضلِ اللّه ِ فهو آمِنٌ على دَمِهِ ومالِهِ ، وعلى أنّهُ مَن جاءَ محمّدا مِن قُرَيشٍ فَهُو رَدٌّ ، ومَن جاءَهُم مِن أصحابِ محمّدٍ فهُو لَهُم . فاشتَدَّ ذلك علَى المسلمينَ ، فقالَ رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : مَن جاءَهم مِنّا فَأبعَدَهُ اللّه ُ ، ومَن جاءَنا مِنهُم رَدَدناهُ إلَيهِم يَعلَمُ اللّه ُ الإسلامَ مِن نَفسِهِ يَجعَلُ اللّه ُ لَهُ مَخرَجا . وصالَحُوهُ على أنّهُ : يَعتَمِرُ عاما قابِلاً في مِثلِ هذا الشهرِ لا يَدخُلُ علَينا بِخَيلٍ ولا سِلاحٍ إلّا ما يَحمِلُ المُسافِرُ في قِرابِهِ فَيَمكُثُوا فيها ثلاثَ لَيالٍ ، وعلى أنَّ هذا الهَديَ حيثُ حَبَسناهُ فهُو مَحِلُّهُ ولا يُقدِمُهُ علَينا، فقالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : نحنُ نَسُوقُهُ وأنتُم تَرُدُّونَ وَجهَهُ . ۳
1.كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۴۷۸ ح ۳۰۱۴۸.
2.الإغلال : الخيانة أو السرقة الخفيّة ، والإسلال : من سلّ البعيروغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل ، وهي السلة. (النهاية : ج ۳ ص ۳۸۰) .
3.كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۴۷۸ ح ۳۰۱۴۹.