467
حكم النّبيّ الأعظم ج6

4 . فلسفة قانون الإخاء الديني

في الحقيقة تتجلّى فلسفة تشريع قانون الإخاء الديني والتركيز على محبّة المسلمين بعضهم بعضاً، في بناء مجتمع تبلغ فيه آصرة الحبّ والاُخوّة قدراً من الرسوخ والثبات، بحيث يشعر فيه أبناء المجتمع أنّهم أعضاء جسد واحد، حتّى إذا ما اشتكى منه عضو وألمَّ به الوجع والأذى تداعت له بقية الأعضاء، وبادرت للسهر في خدمته ومؤاساته وعلاجه، على ما جاء عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
يَنبَغي لِلمُؤمِنينَ أن يَكونوا فيما بَينَهُم كَمَنزِلَةِ رَجُلٍ واحِدٍ ، إذَا اشتَكى عُضوٌ مِن جَسَدِهِ تَداعى سائِرُ جَسَدِهِ.۱
إنّ بناء مجتمع بهذه الخصوصيّة سهل ميسور في الكلام، بيدَ أنّ تحقّقه عمليّاً يعبّر عن مهمّة عسيرة تكتنفها الصعاب والمشاقّ ، ما ثمّة إلّا طريق واحد لتحقيق هذه الفلسفة والاعتلاء بهذا الهدف إلى مستوى التطبيق العملي، يتمثّل بالإخلاص في المحبّة والإخاء في اللّه .
إنّ سرّ كلّ هذا التأكيد الذي تبديه الأحاديث الإسلامية للإخاء في اللّه والمحبّة في اللّه ، يكمن في أنّ وحدة كلمة الاُمّة الإسلامية وانسجامها وتوافقها الذي يعدّ هدفاً لتشريع قانون الإخاء، لا يمكن بلوغه إلّا عن هذا الطريق.

1.راجع: كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۵۴ ح ۷۶۶ .


حكم النّبيّ الأعظم ج6
466

3 . دين المحبّة والإخاء

الإسلامُ دين المحبّة والإخاء ۱ ، ومن ثَمَّ لم يكتف هذا الدين بتوثيق عرى التواصل بين المسلمين أكثر فأكثر وحَبْك اللُّحمة بينهم على نحو أشدّ وأقوى؛ بتشريع قانون الإخاء والتركيز على معطياته الفردية والاجتماعية ۲ وبركاته الدنيوية والاُخروية ۳ فحسب، بل جعل محبّة المسلمين بعضهم لبعض فريضة واجبة، وتعامل معها على هذا الأساس، على ما يحكيه النصّ النبويّ الشريف:
الحُبُّ في اللّه ِ فَريضَةٌ.۴
ثمّ الأسمى من ذلك، قوله صلى الله عليه و آله :
أوثَقُ عُرَى الإِيمانِ الحُبُّ فِي اللّه ِ وَ البُغضُ فِي اللّه ِ.۵
ثمّ الأسمى من ذلك، قوله صلى الله عليه و آله :
هَلِ الدّينُ إلَا الحُبُّ وَالبُغضُ ؟!۶
لقد بلغ من تأكيد الإسلام حبّ المسلمين وإخائهم بعضهم بعضاً، حدّاً جعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يقول:
مَن أحَبَّ رَجُلاً في اللّه ِ؛ لِعَدلٍ ظَهَرَ مِنهُ ـ وهُوَ في عِلمِ اللّه ِ مِن أهلِ النّارِ ـ آجَرَهُ اللّه ُ عَلى حُبِّهِ إيّاهُ كَما لَو أحَبَّ رَجُلاً مِن أهلِ الجَنَّةِ!۷

1.ستأتي المزيد من التفاصيل لهذا المطلب، في عنوان «المحبّة». ومن الجدير بالذكر أنّ العنوان المذكور سيعالج عدداً من العناصر المشتركة بين عنواني «المحبّة» و «الاُخوّة».

2.راجع: موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ (الاخاء / الفصل الاول : تشريع الإخاء الديني) .

3.راجع: موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ (الاخاء / الفصل الاول : تشريع الأخاء الدينى / مثل المجتمع الديني / مثل الجسد الواحد) .

4.راجع: ص ۳۹۵ (الفصل الثاني : تأكيد المحبة فى اللّه ) .

5.راجع: ص ۳۹۵ (الفصل الثاني : تأكيد المحبّة فى اللّه ) .

6.راجع: ص ۳۹۵ (الفصل الثاني : التأكيد على المحبّة في اللّه ) .

7.راجع: ص ۳۹۹ (الفصل الثاني : التأكيد على المحبّة في اللّه / المحبة في اللّه جهلاً) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 168965
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي