53
حكم النّبيّ الأعظم ج6

كلام حول مراتب الصّيام

روي عن النَّبيّ صلى الله عليه و آله : إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّه ُ تَعالى عَلَى الصّائِمِ في صِيامِهِ ، تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ . ۱
يتبيّن لنا من الرواية ، وكذلك الّتي ستأتي في فصل آداب الصيام ، أنَّ الصوم يقسّم من حيث المراتب ومن زاوية الدور الّذي ينهض به في تكامل الإنسان ، إلى ثلاثة أقسام . وفي هذا السياق قسّم علماء الأخلاق وأرباب السَير والسلوك ، الصيام إلى صوم العوام ، وصوم الخواص ، وصوم خواصّ الخواصّ ، على ما سنتحدث عنه ملخّصا :

أوّلاً : صوم العوامّ

يتمثّل صوم العوامّ باجتناب مفطرات الصيام والإمساك عنها ، على التفصيل المذكور في الكتب الفقهية . وهذه المرتبة من الصوم تعدّ أيسر مراتبه وأدناها ، وما روي عن النَّبي صلى الله عليه و آله من قوله : « إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللّه ُ تَعالى عَلَى الصّائِمِ في صِيامِه ، تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ » إنَّما هو إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام .

ثانيا : صوم الخواصّ

في صوم الخواصّ لا يقتصر الصائم في صومه على الإمساك عن مفطرات الصيام ، إنّما يتجنّب كلّ المحرّمات الإلهية ويمتنع عنها أيضا . وبذلك يضحى الإمساك عن المفطرات هو شرط صحّة الصيام ، أمّا اجتناب المحرّمات فهو شرط قبوله . من هذا المنظور تعدّ جميع الروايات الّتي ستجيء تحت عنوان « أهمّ آداب الصوم » إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام .

1.المقنعة : ص ۳۱۰ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۳۵۲ .


حكم النّبيّ الأعظم ج6
52
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169323
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي