۸۵۶۱.دعائم الإسلام :عَن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أ نَّهُ خَطَبَ النّاسَ آخِرَ يَومٍ مِن شَعبانَ ، فَقالَ :
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ قَد أظَلَّكُم شَهرٌ عَظيمٌ ، شَهرٌ مُبارَكٌ ، شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ . مَن تَقَرَّبَ فيهِ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِ كانَ كَمَن أدّى فَريضَةً فيما سِواهُ ، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً فيما سِواهُ . وهُوَ شَهرُ الصَّبرِ ؛ وَالصَّبرُ ثَوابُهُ الجَنَّةُ ، وشَهرُ المُواساةِ ، شَهرٌ يُزادُ فيهِ في رِزقِ المُؤمِنِ ؛ مَن فَطَّرَ فيهِ صائِما كانَ لَهُ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ وعِتقُ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ ، وكانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن أجرِهِ شَيءٌ .
فَقالَ بَعضُ القَومِ : يا رَسولَ اللّه ِ ، لَيسَ كُلُّنا يَجِدُ ما يُفَطِّرُ الصّائِمَ!
فَقالَ صلى الله عليه و آله : يُعطِي اللّه ُ هذَا الثَّوابَ مَن فَطَّرَ صائِما عَلى مَذقَةِ لَبَنٍ أو تَمرَةٍ أو شَربَةِ ماءٍ ، ومَن أشبَعَ صائِما سَقاهُ اللّه ُ مِن حَوضي شَربَةً لا يَظمَأُ بَعدَها . وهُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ عِتقٌ مِنَ النّارِ ؛ مَن خَفَّفَ عَن مَملوكِهِ فيهِ غَفَرَ اللّه ُ لَهُ وأعتَقَهُ مِنَ النّارِ . وَاستَكثِروا فيهِ مِن أربَعِ خِصالٍ ؛ خَصلَتانِ تُرضونَ بِهِما رَبَّكُم ، وخَصلَتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما ، فَأَمَّا الخَصلَتانِ اللَّتانِ تُرضونَ بِهِما رَبَّكُم : فَشَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، وتَستَغفِرونَهُ ، وأمَّا اللَّتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما : فَتَسأَلونَ اللّه َ الجَنَّةَ ، وتَعوذونَ بِهِ مِنَ النّارِ . ۱