91
حكم النّبيّ الأعظم ج6

تعليق

قال العالم الرباني «ملكي تبريزي» قدس سره : من مهمّات أعمال هذا الشهر إفطار [ أي تفطير ] الصائمين ، وقد سمعتَ أجر ذلك فيخطبة النبيّ صلى الله عليه و آله ، والأهمُّ في ذلك أيضا إخلاصُ النيّة والتأدّب بأدب اللّه ـ جلّ جلاله ـ وألّا يكون باعِثُه على ذلك إلّا تحصيل رضاه ، لا إظهار شرف الدنيا ولا شرف الآخرة ، ولا التقليد ولا رسوم العادات ، ويَهتَمّ في تخليص عمله من هذه القصود ، ويختبرها ببعض الكواشف ، ولا يطمئنّ من تلبيس الهوى والشيطان ، ويكون في ذلك مستمدّا من اللّه ـ جلّ جلاله ـ في أصل إفطاره ، وفي تعيين من يُفطّره من المؤمنين ، وفيما يفطّر به مِنَ الطعام ، وكيفيّة معاملته مع ضيفه ، فإنّ ذلك كلّه تختلف كيفيّاته مع القصود ، ويَعرف أهل اليقظة مداخل الشيطان فيها ، فيَجتَنِبُ عمّا يوافق أمرَه ويتّبع ما يوافق لأمر مولاه ورضا مالِكِ دينه ودنياه ، فيفوز بقبوله ومثوباته فوق آماله ومُناه .
وهكذا يهتمّ في إخلاص قصده بقبول دعوة الغير للإفطار ويجتهد في ذلك ، وقد ينتفع المخلِصُ من قبول دعوة مؤمن وحضور مجلسه وإفطاره معه بما لا ينتفع غيره من عبادة دهر من الدهور ، ولذا كانت هِمَّةُ الأولياء على تخليص الأعمال لا تكثيرها اعتبارا من عمل آدم وإبليس ، وقد رُدَّت مِنَ الخبيث عبادةُ آلاف السنين وقُبِلَ من آدم توبة واحدة مع الإخلاص ، وصارَت سببا لِاجتِبائِه واصطِفائِه . ۱

1.المراقبات : ص ۱۳۹ .


حكم النّبيّ الأعظم ج6
90

۸۶۶۰.عنه صلى الله عليه و آله :فِطرُكَ لِأَخيكَ المُسلِمِ وإدخالُكَ السُّرورَ عَلَيهِ أعظَمُ أجرا مِن صِيامِكَ . ۱

۸۶۶۱.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِعَلِيٍّ عليه السلام ـ: يا عَلِيُّ ، ثَلاثُ فَرَحاتٍ لِلمُؤمِنِ فِي الدُّنيا : لِقاءُ الإِخوانِ ، وتَفطيرُ الصّائِمِ ، وَالتَّهَجُّدُ مِن آخِرِ اللَّيلِ . ۲

۸۶۶۲.عنه صلى الله عليه و آله :مَن فَطَّرَ مُؤمِنا في شَهرِ رَمَضانَ كانَ لَهُ بِذلِكَ عِتقُ رَقَبَةٍ ومَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ فيما مَضى ، فَإِن لَم يَقدِر إلّا عَلى مَذقَةِ لَبَنٍ فَفَطَّرَ بِها صائِما أو شَربَةٍ مِن ماءٍ عَذبٍ وتَمرٍ لا يَقدِرُ عَلى أكثَرَ مِن ذلِكَ ، أعطاهُ اللّه ُ هذَا الثَّوابَ . ۳

۸۶۶۳.شعب الإيمان عن سلمان عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن فَطَّرَ صائِما في رَمَضانَ مِن كَسبٍ حَلالٍ صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ لَيالِيَ رَمَضانَ كُلَّها ، وصافَحَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام لَيلَةَ الفِطرِ ۴ ، ومَن صافَحَهُ جَبرَئيلُ تَكثُرُ دُموعُهُ ويَرِقُّ قَلبُهُ .
فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ِ ، أ رَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : فَلُقمَةُ خُبزٍ .
قالَ : أ فَرَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : فَقَبضَةٌ مِن طَعامٍ .
قالَ : أ فَرَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : فَمَذقَةٌ مِن لَبَنٍ .
قالَ : أَ فَرَأَيتَ مَن لَم يَكُن ذاكَ عِندَهُ؟ قالَ : فَشَربَةٌ مِن ماءٍ . ۵

1.الجعفريّات : ص ۶۰ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۲۶ ح ۷ .

2.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۶۰ ح ۵۷۶۲ عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعا ، بحار الأنوار : ج ۹۶ ص ۲۴۷ ح ۸ .

3.المحاسن : ج ۲ ص ۱۵۸ ح ۱۴۳۰ عن أبي أيّوب عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۶ ص ۳۱۶ ح ۴ .

4.في نسخة : «القدر» بدل «الفطر» (هامش المصدر) .

5.شُعب الإيمان : ج ۳ ص ۴۱۹ ح ۳۹۵۵ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج6
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169420
الصفحه من 649
طباعه  ارسل الي