571
حكم النّبيّ الأعظم ج5

4 . اللّعن بسبب ذنب خاصّ

قد يرتكب بعض الأشخاص ذنبا خاصّا وتقتضي الحكمة لعنهم بسبب ذلك الذنب نفسه ، مثل كتمان حديث الولاية . ويجب الالتفات إلى أنّ هذا النوع من اللعن لا يدلّ على فساد الأشخاص المُشار إليهم إلّا إذا لم تثبت توبتهم وصلاحهم ، وعلى هذا فإنّ لعن الشخص بسبب ذنبٍ خاصٍّ سوف لا يكون دالّاً على فساده دوما .

5 . اللّعن الصوري

كان الحكّام في عهد إمامة عدد من أئمّة أهل البيت عليهم السلام يلاحقون بعض أصحابهم ويقومون بسجنهم أو قتلهم ، ولذلك كان الإمام يلعنهم أحيانا أمام الملأ العام ، أو عند جواسيس النظام الحاكم ؛ حفاظا على أرواحهم كي يظهر عدم ارتباطهم به ويثني العدوّ عن مطاردتهم ، مثل اللعن الّذي صدر بشأن زرارة بن أعين ۱ ، وبريد بن معاوية ۲ ، ومحمّد بن مسلم ۳ ، وصفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان . ۴
وممّا يجدر ذكره أنّ هذا النوع من الحالات لم يُذكر في هذه المجموعة ؛ ذلك لأنّ تعارضها مع الروايات الّتي وردت في مدح هؤلاء الأشخاص يدلّ على صورية وشكلية روايات لعنهم . ۵

1.راجع : رواية اللعن في رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۵۹ الرقم ۲۳۴ ، وانظر روايات التوثيق : ج ۱ ص ۳۴۵ الأرقام ۲۰۸ و ۲۱۱ و ۲۱۰ و ۲۱۵ و ۲۱۷ و ... .

2.راجع : رواية اللعن في رجال الكشّي : ج۱ ص۳۶۴ الرقم ۲۳۷ و ج۲ ص۵۰۹ الرقم ۴۳۶ ، وانظر روايات المدح والتوثيق : ج۱ ص۳۹۸ الرقم ۲۸۶ و ۲۸۷ و ص۴۲۳ الرقم ۳۲۶ .

3.راجع : رواية اللعن في رجال الكشّي : ج۱ ص۳۹۴ الرقم ۲۸۴ ، وانظر روايات المدح والتوثيق : ج۱ ص۳۸۳ الأرقام ۲۷۳ و ۲۷۷ و ۲۷۸ و ... .

4.اُنظر روايات لعن صفوان بن يحيى ومحمّد بن سنان في رجال الكشّي : ج۲ ص۷۹۲ الرقم ۹۶۴ ، وانظر روايات المدح والتوثيق : ج۲ ص۷۹۲ الأرقام ۹۶۱ و ۹۶۲ و ۹۶۳ و ۹۶۶ .

5.كما ذكّر الإمام الصادق عليه السلام بهذا الموضوع بصراحة في الرسالة الّتي بعثها إلى زرارة عبر ابنه (أي ابن زرارة) ، راجع : رجال الكشّي : ج۱ ص۳۴۹ الرقم ۲۲۱ .


حكم النّبيّ الأعظم ج5
570

2 . مَن هم الّذين لعنهم الأنبياء والأولياء ؟

يتّضح من خلال التأمّل فيما سبقت الإشارة إليه في حكمة لعن الأنبياء والأولياء للمجرمين أنّهم لم يلعنوا جميع المجرمين ، بل إنّهم كانوا يقتصرون على لعن الأشخاص الّذين تسبّبوا في إضلال الآخرين فضلاً عن أنّهم لم يكونوا يتمتّعون بقابلية الهداية بسبب عنادهم ومكابرتهم ، ولذلك فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعلى الرغم من كلّ الأذى الّذي تحمّله من قومه في بدء بعثته لم يلعن قومه ، بل لمّا اقتُرح عليه أن يدعو عليهم بالهلاك كما فعل نوح عليه السلام ففي الرواية أنّه قال :
اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ ، وَانصُرني عَلَيهِم أن يُجيبوني إلى طاعَتِكَ .۱
وكذلك عندما كُسر سنّه في معركة اُحد وجُرح وجهه وطلب منه أصحابه أن يدعو عليهم ، فإنّه قال :
إنّي لَم اُبعَث لَعّانا ، ولكِنّي بُعِثتُ داعِيا ورَحمَةً ، اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ .۲
وقد كانت هذه الاقتراحات والعروض تتوالى عليه في الحالات والمواضع الاُخرى ، ولكنّه لم يكن يرفض أن يلعنهم وحسب ، بل كان يدعو لهم . ۳

3 . المراد من الدعاء على طائفةٍ ما

لُعنت بعض الطوائف مثل قريش ـ في عدد من الروايات ـ من قبل أهل البيت عليهم السلام ، ولا شكّ في أنّ هذا اللعن لا يشمل الجميع بل يقتصر على بعض الأشخاص من تلك الطوائف الّذين كانوا يستحقّون في الحقيقة مثل هذا اللعن ، والشاهد على ذلك هو الروايات الّتي حدّدت الأشخاص الملعونين ، وكذلك الروايات الّتي وردت بشأن سعد الخير ۴ وسائر المؤمنين والصلحاء من بني اُميّة .

1.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الرابع / الباب الرابع : من دعا له النبي / دعاء النبي لقومه : ح ۱۲۶۱ ) .

2.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الرابع / الباب الرابع : من دعا له النبي / دعاء النبي لقومه : ح ۱۲۶۳ ) .

3.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الرابع / الباب الرابع : من دعا له النبي / دعاء النبي لقومه ) .

4.راجع : قاموس الرجال : ج ۵ ص ۳۵ و الاختصاص : ص ۸۵ و الكافي : ج ۸ ص ۵۲ ح ۱۶ و ص ۵۶ ح ۱۷ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج5
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 232280
الصفحه من 622
طباعه  ارسل الي