513
حكم النّبيّ الأعظم ج5

حكم النّبيّ الأعظم ج5
512

16 / 27

سَلمانُ ۱

۸۲۱۳.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ سَلمانَ الفارِسِيَّ كانَ لِناسٍ مِن بَنِي النَّضيرِ ، فَكاتَبوهُ عَلى أن يَغرِسَ لَهُم كَذا وكَذا وَدِيَّةً ۲ حَتّى يَبلُغَ عَشرَ سَعَفاتٍ .
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ضَع عِندَ كُلِّ نَقيرٍ ۳ وَدِيَّةً ، ثُمَّ غَدَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَوَضَعَها بِيَدِهِ ودَعا لَهُ فيها ، فَكَأَنَّها كانَت عَلى ثَبَجِ البَحرِ ۴ ، فَأَعلَمَت ۵ مِنها وَدِيَّةٌ ، فَلَمّا أفاءَهَا اللّه ُ عَلَيهِ ـ وهِيَ المَنبِتُ ـ جَعَلَهَا اللّه ُ ۶ صَدَقَةً ، فَهِيَ صَدَقَةٌ بِالمَدينَةِ . ۷

16 / 28

سَوادَةُ بنُ قَيسٍ

۸۲۱۴.الأمالي للصدوق عن ابن عبّاسـ في حَديثٍ طَويلٍ يَذكُرُ فيهِ وَفاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وما قالَهُلِأَصحابِهِ في مَرَضِهِ ـ: قالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ رَبّي عز و جل حَكَمَ وأقسَمَ أن لا يَجوزَهُ ظُلمُ ظالِمٍ ، فَناشَدتُكُم بِاللّه ِ ، أيُّ رَجُلٍ مِنكُم كانَت لَهُ قِبَلَ مُحَمَّدٍ مَظلِمَةٌ إلّا قامَ فَليَقتَصَّ مِنهُ ، فَالقِصاصُ في دارِ الدُّنيا أحَبُّ إلَيَّ مِنَ القِصاصِ في دارِ الآخِرَةِ عَلى رُؤوسِ المَلائِكَةِ وَالأَنبِياءِ .
فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أقصَى القَومِ ، يُقالُ لَهُ : سَوادَةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي يا رَسولَ اللّه ِ ، إِنَّكَ لَمّا أقبَلتَ مِنَ الطّائِفِ ، استَقبَلتُكَ وأنتَ عَلى ناقَتِكَ العَضباءِ وبِيَدِكَ القَضيبُ المَمشوقُ ، فَرَفَعتَ القَضيبَ وأنتَ تُريدُ الرّاحِلَةَ فَأَصابَ بَطني ، فَلا أدري عَمدا أو خَطَأً ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : مَعاذَ اللّه ِ أن أكونَ تَعَمَّدتُ !
ثُمَّ قالَ : يا بِلالُ قُم إلى مَنزِلِ فاطِمَةَ فَائتِني بِالقَضيبِ المَمشوقِ . فَخَرَجَ بِلالٌ وهُوَ يُنادي في سِكَكِ المَدينَةِ : مَعاشِرَ النّاسِ ! مَن ذَا الَّذي يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ ؟ فَهذا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ . . . .
فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أينَ الشَّيخُ ؟ فَقالَ الشَّيخُ : ها أنَا ذا يا رَسولَ اللّه ِ ، بِأَبي أنتَ واُمّي ، فَقالَ : تَعالَ ، فَاقتَصَّ مِنّي حَتّى تَرضى .
فَقالَ الشَّيخُ : فَاكشِف لي عَن بَطنِكَ يا رَسولَ اللّه ِ ، فَكَشَفَ صلى الله عليه و آله عَن بَطنِهِ ، فَقالَ الشَّيخُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّه ِ ! أتَأذَنُ لي أن أضَعَ فَمي عَلى بَطنِكَ ؟ فَأَذِنَ لَهُ .
فَقالَ : أعوذُ بِمَوضِعِ القِصاصِ مِن بَطنِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مِنَ النّارِ يَومَ النّارِ .
فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : يا سَوادَةَ بنَ قَيسٍ ، أتَعفو أم تَقتَصُّ ؟ فَقالَ : بَل أعفو يا رَسولَ اللّه ِ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : اللّهُمَّ اعفُ عَن سَوادَةَ بنِ قَيسٍ كَما عَفا عَن نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ . ۸

1.سلمان الفارسي ، أبو عبد اللّه ، وهو سلمان المحمّدي ، زاهد ثاقب البصيرة ، نقيّ الفطرة من سلالة فارسيّة ، مولده رامهرمز ، وأصله من أصبهان ، صحابيّ جليل ، شهد الخندق وأعان المؤمنين بذكائه وخبرته بفنون القتال ، واقترح حفر الخندق فلقي اقتراحه ترحيبا ، كان يعيش في غاية الزهد ، وأعرض عن زخارف الحياة ، وقد رعى حرمة الحقّ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولم يحد عن مسير الحقّ ، وكان من عُشّاق عليّ وآل البيت عليهم السلام و من أصفياء أصحاب عليّ عليه السلام ، و كان من شرطة الخميس (رجال البرقي : ص ۱ و ۳ و ۴) ولّاه عمر على المدائن فكانت حكومته فيها من المظاهر المشرّفة الباعثة على الفخر والاعتزاز ، كان من المعمِّرين وتوفّي سنة ۳۴ بالمدائن أيّام حكومة عمر ، أو عثمان (راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۱۲ ص ۱۴۳) .

2.الوَدِيّة : واحد الودِيّ ؛ وهو صغار النخل (النهاية : ج ۵ ص ۱۷۰ «ودا») .

3.في المصدر : «فقير» ، وما أثبتناه من كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۴۲۷ ح ۳۷۱۳۰ .

4.ثَبَج البحر : وسطه ومعظمه (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۶ «ثبج») .

5.أي انشقّت ، من علم شفته : شقّها (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۵۳ «علم») .

6.في كنز العمّال : «جَعَلَها صَدَقَةً» وهو الأظهر .

7.المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۸ ص ۴۱۸ ح ۱۵۷۶۶ عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الإمام الصادق عليه السلام .

8.الأمالي للصدوق : ص ۷۳۳ ح ۱۰۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۵۰۸ ح ۹ وراجع : كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۹۱ ح ۴۰۲۲۲ و ۴۰۲۲۳.

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج5
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 208387
الصفحه من 622
طباعه  ارسل الي