613
حكم النّبيّ الأعظم ج4

5 / 7

احتمالُ الأذى في سَبِيلِ اللّه الإيذاء

الكتاب

« لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذىً كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَ لِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ » . ۱

« فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَـمِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـرِهِمْ وَأُوذُواْ فِى سَبِيلِى وَقَـتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّـئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَـرُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ » . ۲

الحديث

۶۴۵۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أوَّلَ ثُلَّةٍ تَدخُلُ الجَنَّةَ الفُقَراءُ المُهاجِرونَ الَّذينَ تُتَّقى بِهِمُ المَكارِهُ ؛ إذا اُمِروا سَمِعوا وأطاعوا ، وإن كانَت لِرَجُلٍ مِنهُم حاجَةٌ إلَى السُّلطانِ لَم تُقضَ لَهُ حَتّى يَموتَ وهِيَ في صَدرِهِ ، وإنَّ اللّهَ تَعالى يَدعو يَومَ القِيامَةِ الجَنَّةَ فَتَأتي بِزُخرُفِها وريِّها ۳ ، فَيَقولُ : أينَ عِبادِيَ الَّذينَ قاتَلوا في سَبيلِ اللّهِ ، وقُتِلوا في سَبيلي ، واُوذوا في سَبيلي ، وجاهَدوا في سَبيلي؟ اُدخُلُوا الجَنَّةَ . فَيَدخُلونَها بِغَيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ .
فَتَأتِي المَلائِكَةُ فَيَقولونَ : رَبَّنا نَحنُ نُسبِّحُ لَكَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ ونُقَدِّسُ لَكَ ، مَن هؤُلاءِ الَّذينَ آثَرتَهُم عَلَينا؟
فَيَقولُ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : هؤُلاءِ الَّذينَ قاتَلوا في سَبيلي ، واُوذوا في سَبيلي .

1.آل عمران : ۱۸۶ .

2.آل عمران : ۱۹۵ .

3.هكذا في المصدر ، وفي المصادر الاُخرى : «وزينتها» .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
612

الإنسان وكرامته وحقوقه .

4 . أخطر ألوان الأذى

مع أنّ الإسلام يذمّ مطلق أنواع أذى الناس ويمنعه ، ويتوعّد المؤذي بأشدّ العقاب ۱ ، فإنّ الأذى يزداد خطورة إذا توجّه إلى أفراد لهم حقوق أوسع على الفرد وعلى المجتمع . فالأذى هنا أبشع ، وعاقبة المؤذي أشنع ، وفي الفصل الرابع نرى أنّ النصوص تشدّد على خطورة إيذاء أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، والمجاهدين في سبيل اللّه ، والمسلمين والوالدين والجيران ؛ لِما لهم من حقوق أوسع على الإنسان .

5 . تحمّل الأذى

إنّ تحمّل الأذى على نوعين : نوع مذموم جدّا ، ونوع ممدوح جدّا . فإذا كان تحمّل الأذى يعني الاستسلام لضغوط المعتدي ، والهزيمة والتراجع أمام الصعاب ، فهو مذموم في نظر الإسلام غاية الذمّ ، ومن هنا قال الإمام عليّ عليه السلام :
المَنِيَّةُ ولَا الدَّنِيَّةُ .۲
وستأتي بالتفصيل النصوص الإسلاميّة بشأن هذا الموضوع تحت عنوان «الذلّة» و «الظلم» .
وأمّا ما يُلاحظ في الفصل السادس من عنوان «الإيذاء» فهو ممدوح غاية المدح ؛ لأنّ تحمّل المشقّة والأذى في سبيل اللّه ـ أي في سبيل أداء الواجب ، ولا سيّما واجب الجهاد من أجل الحرّية ـ له عطاء العزّة والفخر في هذه الدنيا ، والأجر الإلهيّ الأكبر في الآخرة .

1.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ ( الإيذاء / الفصل الخامس : جزاء المؤذي ) .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۳۹۶ ، الكافي : ج ۸ ص ۲۱ ح ۴ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عنه عليهماالسلام ، تحف العقول : ص ۹۵ وفيهما «إنّ المنيّة قبل الدنيّة» وص ۲۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۴۴ ح ۴۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 237767
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي