105
حكم النّبيّ الأعظم ج4

والاقتصاديّة ، والعسكريّة .
إنّ وسائل الإعلام وشبكات الاتّصال الثقافي والمعرفي تعدّ اليوم أكثر تأثيرا وأمضى سلاحا من تأثير الآلات والمعدّات العسكريّة والاقتصاديّة ، وقوّتها تفوق القوّة العسكريّة والاقتصاديّة . وهذا الأمر على درجة عالية من الأهمّية ، وهو جدير بالالتفات إليه وأخذه بنظر الاعتبار من قِبل دعاة الإسلام ، والمعنيّين منهم بالدراسة والتخطيط للعمل التبليغي ، ودوائرِ الإعلام بصورة عامّة . ولكن ممّا يؤسف عليه أنّ هذا الأمر لم يحْظَ لحدّ الآن بالاهتمام المطلوب ، واليوم يستخدم أعداء الإسلام هذا السلاح أكثر ممّا يستخدمه دعاة الإسلام .
يقول الإمام الخميني ـ رضوان اللّه عليه ـ في هذا المجال :
الإعلام مسألة حسّاسة ، وهو ذو أهمّية بالغة ؛ أي إنّ العالم كلّه يسير بالإعلام .
وأعداؤنا لا يستغلّون شيئاً كاستغلالهم لسلاح الإعلام . ونحن يجب علينا أن نعطي هذا الجانب اهتماماً فائقاً ، ونهتمّ به أكثر من اهتمامنا بأيّ شيء آخر . ۱
الشيء المهمّ اليوم بالنسبة للمبلّغين والحوزات العلميّة ودوائر الإعلام الإسلامي ـ إضافة إلى استخدام الأساليب التقليديّة في التبليغ ـ هو مواكبة الزمن ، وعدم تجاهل الأنماط الجديدة في التبليغ والإعلام ، والتسلّح بالوسائل الحديثة في حقل الإعلام . ۲

اُسلوب التبليغ

وهذا هو الركن الخامس من أركان نجاح عمل المبلّغ ؛ فالتبليغ فنّ باهر ، والمبلّغ الكامل فنّان بارع . ومن هنا يجب على المبلّغ ـ إضافةً إلى الاهتمام بالعناصر

1.صحيفه نور (بالفارسية) : ج ۱۷ ، ص ۱۵۷ .

2.راجع : التبليغ في الكتاب والسنة : ( الفصل الرابع : خصائص المبلغ / دور الزمان والمكان في التبليغ) .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
104

خصائص المبلّغ

الركن الثالث من أركان نجاح المبلّغ هو صفاته وخصائصه الذاتيّة ؛ فالمبلّغ يستطيع أن يتبوّأ مكانته الحقيقيّة كامتداد لطريق الأنبياء والذود عن القيم الدينيّة في ما لو توفّرت فيه الشروط العلميّة والأخلاقيّة والعمليّة التي يرى الإسلام ضرورة توفّرها في الدعاة إلى طريق اللّه والقيم الإنسانيّة والإسلاميّة . وسيأتي تفصيل هذه الصفات في الفصل الرابع من هذا الكتاب .
وإذا لم يتوفّر في المبلّغ الحدّ الأدنى من هذه الصفات ، فإنّ جهوده التبليغيّة سوف لا تعطي أيّة ثمرة ، بل تنعكس عليه وعلى المجتمع بأضرار ومخاطر جمّة .

وسائل التبليغ

إلى جانب الدافع القوي ، والرسالة الثقافيّة الثرّة ، والصفات الذاتيّة ، التي يجب أن تتوفّر في المبلّغ ، فهو يحتاج إلى الوسيلة من أجل النجاح في هذه المهمّة . والكلام أهمّ وسائل التبليغ ، وهو ـ بمفهومه العام ـ الوسيلة التبليغيّة الوحيدة على امتداد التاريخ ، وبواسطته ينقل المبلّغ رسالته إلى مخاطبيه على شكل موعظة ، أو خطبة ، أو مناظرة ، أو نثر ، أو نظم .
والمثير في هذا المجال هو أنّ الأحاديث الشريفة عدّت الكتابة من مصاديق الكلام ، معتبرةً الخطّ لسان اليد . وعلى هذا الأساس ، فإنّ وسائل الإعلام الحديثة ، كالسينما والمسرح ، تدخل أيضاً في عداد الأشكال المختلفة للكلام .
ويركّز الفصل الخامس من هذا الكتاب على القدرة الخارقة والسحريّة للكلام ، ولوسائل الإعلام ، ولأساليب مخاطبة الناس .
وأهمّ نقطة في هذا الفصل ؛ هي أنّ الكلام يعتبر ، من وجهة نظر الأحاديث الشريفة ، أقوى وسيلة لتحقيق الأهداف الثقافيّة ، والسياسيّة ، والاجتماعيّة ،

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 218548
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي