15
حكم النّبيّ الأعظم ج4

بِالمُشارَكَةِ فيهِ وَالمُساهَمَةِ ـ رجاءَ أن يَعطفوا إلَيهِ ، واستِمالةً لِقُلوبِهِم ، وإظهارا لِلمعدلَةِ وحُسنِ السّيرَةِ فيهِم ـ مَكَثَ أيّاما لا يُرسِلُ إلى مُعاوِيَةَ ، ولا يَأتيهِ مِن عِندِ مُعاوِيَةَ أحَدٌ ، وَاستَبطَأَ أهلُ العِراقِ إذنَهُ لَهُم في القِتالِ ، وقالوا : يا أميرَالمُؤمِنينَ خَلَّفنا ذَرارينا ونِساءَنا بِالكوفَةِ وجِئنا إلى أطرافِ الشّامِ لِنَتَّخِذَها وَطَنا؟! اِئذَن لَنا فِي القِتالِ ، فَإِنَّ النّاسَ قد قالوا!
قالَ لَهُم عليه السلام : ما قالوا؟
فَقالَ مِنهُم قائِلٌ : إنَّ النّاسَ يَظُنّونَ أنَّكَ تَكرَهُ الحَربَ كَراهِيةً لِلمَوتِ ، وإنَّ مِنَ النّاسِ مَن يَظُنُّ أنَّكَ في شَكٍّ مِن قِتالِ أهلِ الشّامِ!
فقال عليه السلام : ومَتى كُنتُ كارِها لِلحَربِ قَطُّ! إنَّ مِنَ العَجَبِ حُبّي لَها غُلاما ويفعا ، وكَراهيتي لَها شَيخا بَعدَ نَفادِ العُمُرِ وقُربِ الوَقتِ!
وأمّا شَكّي فِي القَومِ فَلَو شَكَكتُ فيهِم لَشَكَكتُ في أهلِ البَصرَةِ ، وَاللّهِ لَقَد ضَرَبتُ هذَا الأَمر ظَهرا وبَطنا ، فَما وَجَدتُ يَسَعُني إلَا القِتالُ أو أن أعصيَ اللّهَ ورَسولَهُ .
ولكنّي أستَأني بِالقَومِ ، عَسَى أن يَهتَدوا أو تَهتَدي مِنهُم طائِفَةٌ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي يوم خيبر : لَأَن يَهدِيَ اللّهُ بِكَ رَجُلاً واحِدا خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلعَتَ عَلَيهِ الشَّمسُ ۱ .

۴۹۱۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لِمُعاذٍ ـ: يا مُعاذُ! لَأَن يَهدِيَ اللّهُ عَلى يَدِكَ رَجُلاً مِن أهلِ الشِّرِكِ خَيرٌ لَكَ مِن أن تَكونَ لَكَ حُمرُ النِّعَمِ ۲ .

۴۹۱۶.عنه صلى الله عليه و آلهـ لرجل سأله أن يوصيه ـ: اُوصيكَ أن لا تُشرِكَ بِاللّهِ شَيئا ... وَادعُ النّاسَ إلَى الإِسلامِ ، وأيقِن أنَّ لَكَ بِكُلِّ مَن أجابَكَ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ يَعقوبَ ۳ .

1.شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۱۳ وراجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۶۹۱ ح ۶۵۳۷ .

2.كنزالعمّال : ج ۱ ص ۸۶ ح ۳۶۲ .

3.الزهد للحسين بن سعيد : ص ۸۱ ح ۴۵ عن زيد بن عليّ عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحارالأنوار : ج ۷۴ ص ۱۳۴ ح ۴۴ .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
14

« قُلْ أَىُّ شَىْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَـدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَـذَا الْقُرْءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَى قُل لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَ حِدٌ وَإِنَّنِى بَرِىءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ » . ۱

« قَالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَ نَهَارًا » . ۲

الحديث

۴۹۱۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا وإنّي اُجَدِّدُ القَولَ : ألا فَأَقيمُوا الصَّلاةَ ، وآتُوا الزَّكاةَ ، وَأمُروا بِالمَعروفِ ، وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ . ألا وإنَّ رَأسَ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ أن تَنتَهوا إلى قَولي ، وتُبَلِّغوهُ مَن لَم يَحضُر ، وتَأمُروهُ بِقَبولِهِ ، وتَنهَوهُ عَن مُخالَفَتِهِ ؛ فَإِنَّهُ أمرٌ مِنَ اللّهِ عز و جل ومِنّي . ۳

1 / 2

أهَمِّيَّةُ التَّبليغِ

۴۹۱۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لعليّ عِندَ ما بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ ـ: يا عَلِيُّ! لا تُقاتِلَنّ أحَدا حَتّى تَدعوهُ ، وَايمُ اللّهِ لَأَن يَهدِيَ اللّهُ عَلى يَدَيكَ رَجُلاً خَيرٌ لَكَ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ وغَربَت ، ولَكَ ولاؤُهُ يا عَلِيُّ ۴ .

۴۹۱۴.شرح نهج البلاغة :لَمّا مَلكَ أميرُ المُؤمنينَ عليه السلام الماءَ بِصِفّينَ ، ثُمَّ سَمَحَ لأَهلِ الشّامِ

1.الأنعام : ۱۹.

2.نوح : ۵ .

3.الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۵۷ ح ۳۲ عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۲۱۵ ح ۸۶ .

4.الكافي : ج ۵ ص ۲۸ ح ۴ عن السكوني عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهماالسلام ، بحارالأنوار : ج ۱۹ ص ۱۶۷ ح ۱۴ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247314
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي