195
حكم النّبيّ الأعظم ج4

كلام حول توخي العدالة في التعامل مع الأولاد

من المواضيع التربوية المهمة ، توخي الوالدين للعدالة في إظهار المحبة للأولاد وتوفير الإمكانيات المادية لهم . ويمكننا أن ندرس هذه القضية من منظارين : فقهي ـ قانوني ۱ وتربوي .
وما نعنيه هنا هو التعامل بعدل مع الأولاد من وجهة النظر الثانية .
إنّ تحري العدل مع الأولاد ، من شأنه أن يستتبع آثارا تربوية مهمة وهي :

1.نظرا إلى الاختلافات التي نلاحظها في الروايات في باب تفضيل ولد على آخر من قبل الوالدين في تقديم الهدايا للأولاد ، فقد اختلفت فتاوى الفقهاء شيعة وسنة . فنحن نلاحظ ثلاثة آراء بين فتاوى فقهاء الشيعة : أولاً : جواز التفضيل ، إلّا إذا كان الواهب في حالة عسر أو كان مريضا فيكره في هذه الحالة ، وإذا ما أدى المرض إلى الوفاة ، تستقطع الهدية من أصل المال ، لا من ثلثه . ثانيا : كراهة التفضيل واستحباب المساواة بين الأولاد . ثالثا : حرمة تفضيل الولد ، إلّا إذا كان يتمتع بامتياز خاص . وأمّا فقهاء أهل السنّة فهم طائفتان : أهل القياس والرأي ، وأهل الظاهر . فأهل الرأي والقياس يقولون إنّ هناك إجماعا على أن بإمكان كل شخص أن يهدي كل أمواله وممتلكاته إلى شخص آخر . وعلى هذا فإن إعطاء قسم من المال إلى بعض من الأولاد ، يجب أن لا يكون حراما . ولذلك فإن المراد من الروايات التي من الممكن أن تستنبط منها حرمة التفضيل ، هو الكراهة . وأمّا أهل الظاهر فقد سلكوا طريقين : فقد ركز البعض اهتمامهم على ظاهر الألفاظ فقط ، وقالوا بالحرمة والبعض الآخر قالوا بالكراهة .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
194

قالَ : فَاتَّقُوا اللّهَ وَاعدِلوا بَينَ أولادِكُم . قالَ : فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ . ۱

۵۳۳۵.شرح نهج البلاغة :كانَ الحَسَنُ عليه السلام أكبَرَ وُلدِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وكانَ سَيِّدا سَخِيّا حَليما خَطيبا، وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُحِبُّهُ، سابَقَ يَوما بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وبَينَهُ فَسَبَقَ الحَسَنُ عليه السلام ، فَأجلَسَهُ عَلى فَخِذِهِ اليُمنى، ثُمَّ أجلَسَ الحُسَينَ عليه السلام عَلَى الفَخِذِ اليُسرى . ۲

1.صحيح البخاري : ج ۲ ص ۹۱۴ ح ۲۴۴۷ .

2.شرح نهج البلاغة : ج ۱۶ ص ۲۷ نقلاً عن المدائني .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247634
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي