197
حكم النّبيّ الأعظم ج4

لِئَلّا يَصنَعوا بِهِ ما فَعَلَ بِيوسُفَ إخوَتُهُ 1 .
وكما جاء في هذا الحديث ، فإنّ الإمام الباقر عليه السلام ، ومن أجل أن يحول دون أن يثير حسد بعض من أولاده والتبعات السيئة لذلك، فإنّه لا يكتفي بإظهار المحبة للولد الذي يجب أن يحاط بالمحبة أكثر من الآخرين ؛ بل إنّه يغمر باللطف والمحبة الولد الآخر الذي يتعرّض لمرض الحسد كي يحفظ بذلك الابن الأفضل من خطر حسد أخيه ، وهذا ما يمثل درسا تربويا مهما للعاملين في مجال التربية والمتخصصين التربويين ، وخصوصا الآباء والأُمهات .

1.تفسير العياشي : ج ۲ ص ۱۶۶ ح ۲ .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
196

1 ـ إنّ الأولاد سيتعاملون بدورهم مع الوالدين باللطف والإحسان وسيرعون حقوقهم .
2 ـ وهم بدورهم سوف لا يتجاوزون حدود العدالة بالنسبة مع أولادهم .
3 ـ تحرّي العدالة مع الأولاد ، يحول دون حسدهم وحقدهم لبعضهم البعض .
4 ـ والأهم من ذلك أن الطفل سوف يتربّى منذ بدء حياته على روح العدالة وسوف يهيئ السلوك العادل للأُسرة ، الأرضية لتأمين العدالة الإجتماعية .
وعلى العكس من ذلك فإن انعدام العدالة والتفريق بين الأولاد ، لا يحرمان الوالدين من محبتهم وحسب ؛ بل إنّهما يعرضان مستقبل الأولاد للمخاطر . ولذلك ، يرى العلماء المتخصصون في التربية والتعليم في عصرنا الراهن ، ضرورة الالتزام بالعدل في التعامل مع الأولاد من أجل تربية الأفراد الصالحين ؛ ولكن الإسلام أكد منذ أربعة عشر قرنا على هذا الموضوع وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوصي المسلمين أن يراعوا العدالة لا في توفير الإمكانيات وحسب ، بل وفي تقبيل الأولاد أيضا .
ومن البديهي أن السلوك العادل ، لا يعني وحدة التعامل . فما أكثر ما تستوجب العدالة أن يتحمل الأب نفقات أكثر لبعض من أولاده ، بسبب الاختلاف في المواهب والاستعدادات ، أو بسبب المرض وما إلى ذلك . فهذا لا يعني انعدام العدالة . نعم على الأب في مثل هذه الحالات أن يحيط أولاده الآخرين علما بعمله هذا .
كما أن على الأب أن يغض النظر عن رعاية حق أحد الأولاد ، إذا ما أحسّ أن ذلك سيستتبع آثارا سلبية وخطيرة ، كما يقول الإمام الصادق عليه السلام :
قال والدي عليه السلام : وَاللّهِ إنّي لَأُصانِعُ بَعضَ وُلدِي وأجلِسُهُ عَلى فَخذِي وأكثِرُ لَهُ المَحَبَّةَ وأكثِرُ لَهُ الشُّكرَ وإنَّ الحَقَّ لِغَيرِهِ مِن وُلدِي ، وَلكِن مُحافَظَةً عَلَيهِ مِنهُ ومِن غَيرِهِ ؛

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 248066
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي