213
حكم النّبيّ الأعظم ج4

الطفولية (مثل تقليد الحيوانات) ۱ . ۲

سِن اللعب

تتمثّل القضية الاُخرى في سن اللعب ، فقد جاء في الروايات أنّ علينا أن نسمح للطفل باللعب لمدة سبع سنوات . فهل هذا يعني أنه لا يحق له اللعب بعد هذا السن؟ اعتبرت الروايات السنوات السبع الأُولى ، سن اللعب ، والسنوات السبع الثانية سن التأديب . ولذلك فإنّها تستند في الغالب إلى أنّه لا يؤدّب في السنوات السبع الأُولى .
وبالطبع فإن ممّا لا شك فيه أن الرواية تدل على أن السنوات السبع الأُولى تختص باللعب ويجب أن يؤذن للطفل باللعب في هذه السنين . والسؤال المطروح الآن هو : هل اللعب ممنوع تماما في السنوات السبع الثانية ، أم ورد النهي عن قصر هذه المرحلة على اللعب ، وأن اللعب مسموح به حسب السن والظروف حتى وإن بدأت مرحلة التأديب ؟
يبدو أن الوجه الثاني مناسب أكثر ؛ أي إنّ التأديب يبدأ في السنوات السبع الثانية؛ على أن يمارس الطفل اللعب حسب ظروفه . وبالطبع فإن هذا اللعب ، ليس مطلقا ولا حدود له مثل السنوات السبع الأُولى ، فمن الممكن أن تفرض عليه بعض القيود حسب ما تقتضيه مرحلة التأديب . ويمكن أن يخضع هذا الموضوع لدراسة أوسع في البحوث النفسية .

لعب الوالدين مع الطفل

بالإضافة إلى سماح الوالدين للطفل باللعب ، فإنّ لعب الوالدين معه بحدّ ذاته

1.اللعب هو سلسلة من «التمرين المسبق» العام والهدف منه تهيئة أرضية الأعمال المنظمة لمستقبل الطفل . وقد طرح هذه النظرية كارل غروس .

2.استندنا في كتابة هذا الموضوع إلى كتاب بازى كودك در إسلام ( فارسي تعريبه : لعب الأطفال في الإسلام) ، تأليف حجة الإسلام محمد صادق الشجاعي .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
212

ب . نظرية إزالة التوتّر (إزالة التعب وتجديد النشاط)

استنادا إلى هذه النظرية التي تفيد بأن اللعب يعيد الطاقة المستهلكة مرة اُخرى ، أي إن جسم الإنسان بحاجة بعد فترة من العمل والنشاط المتعب ، إلى نوع من النشاط يمكن بواسطته إزالة التوتر . وعلى هذا ، فإنّ الحاجة إلى اللعب تظهر عندما تكون طاقة الجسم قد وصلت إلى أدنى مستوى لها لا عندما تكون فيه طاقة زائدة .
وهذه النظرية التي قدمها تشالر وموريس لازاروس ۱ ، لا تبدي بيانا حول الألعاب التي يمارسها الأطفال بعد استراحتهم التامة .

ج ـ نظرية التجديد التكاملي

استنادا إلى هذه النظرية التي طرحها استانلي هال ۲ ، يجدد الأطفال في ألعابهم ، مشاهد أجدادهم ونشاطاتهم حسب حاجات حياتهم . وعلى سبيل المثال ، فإنّ الطفل يكرّر في ألعاب مثل صيد السمك ، قيادة القوارب ، الصيد وغيرها حياة أجداده الذين كانوا يسكنون الكهوف .

د ـ نظرية التمرين المسبق

على ضوء هذه النظرية التي قدمها كارل غروس ۳ ، فإن اللعب يعدّ نوعا من الاستعداد بالنسبة إلى الطفل لنشاطاته المستقبلية . واستنادا إلى وجهة النظر هذه ، فإنّ مضمون اللعب تشكله الأنشطة التي يجب أن يمارسها الطفل في مرحلة البلوغ والتقدّم في السن .
ورغم أنّ هذه النظرية تشير إلى دور اللعب في جعل الطفل اجتماعيا حيث لم يرد ذلك في النظريات المذكورة سابقا ، إلّا أنها لا تستطيع تبرير جميع الألعاب

1.. M. Lazar

2.. S. Ha

3.. K .Gro

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247492
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي