341
حكم النّبيّ الأعظم ج4

الحياة ، كما ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام في معرض بيان جنود العقل والجهل ، حيث يقول :
وَالمُواساة وضِدّهَا المَنع .۱
جدير بالذكر أنّ هذه المؤاساة على نوعين :
الأوّل : المؤاساة بالمال والإمكانات الاقتصاديّة . ۲
الثاني : المؤاساة بالنفس عند مداهمة الأخطار . ۳
ب ـ رعاية حقوق الآخرين بصورة متساوية ، وهذا المعنى من المؤاساة يتجلّى في ممارسات عديدة مثل: المؤاساة في الحكومة؛ بمعنى إحلال العدالة الاجتماعيّة. والمؤاساة في القضاء ؛ بمعنى إقامة العدالة القضائيّة ، والتعامل بالمساواة مع طرفي النزاع . والمؤاساة في التعليم؛ بمعنى العدالة التعليميّة والتعامل المتساوي مع الطلّاب. والمؤاساة في الاُسرة ؛ بمعنى رعاية المساواة في توزيع الحبّ على الأولاد . ۴

2 . سبب التأكيد على المؤاساة الماليّة

يجد الباحث في أحاديث هذا القسم أنّ التركيز وقع على المؤاساة في الجانب الاقتصادي . وهنا يبرز سؤال يطرح نفسه بشأن سبب هذا التأكيد على الجانب الاقتصادي من المؤاساة، وهو: هل هذا الجانب يفوق الجوانب الاُخرى في الأهميّة؟
والجواب : إنّ ثمّة أنواعا اُخرى من المؤاساة هي دون شكّ ذات قيمة أكبر من المؤاساة الماليّة ؛ مثل المؤاساة بالنفس ، ومن هنا فالتأكيد في النصوص الإسلاميّة على المؤاساة الماليّة يعود لحاجة المجتمع أكثر إلى تحويل هذا النوع من المؤاساة

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۲ ح ۱۴ عن سماعة بن مهران .

2.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ ( المؤاساة / الفصل الثاني : / أنواع المواساة : المؤاساة في المال ) .

3.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ ( المؤاساة / الفصل الثاني : / أنواع المواساة : المؤاساة في الحرب ) .

4.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ ( المؤاساة / الفصل الثاني : أنواع المواساة ) .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
340

عنوانه الخاصّ وقيمته الأخلاقيّة :
الدرجة الاُولى : مساعدة المحتاجين من المال الزائد عن الحاجة ؛ وهو الإنفاق ، والصدقة ، والسّخاء وأمثالها .
الدرجة الثانية : إشراك الآخرين فيما يحتاجه من المال ؛ وهو المؤاساة .
الدرجة الثالثة : تقديم حاجة الآخرين على النفس ؛ وهو الإيثار ، ويعتبر أسمى القيم الأخلاقيّة .

المؤاساة في الحديث

استعملت الأحاديث الإسلاميّة مصطلح «المؤاساة» بنفس المعنى اللغوي له ، حيث إنّها ترِد تارةً بمعنى إشراك الآخرين في التنعّم بمواهب الحياة والإمكانات الاقتصاديّة التي يحتاج إليها الفرد . وتارةً اُخرى بمعنى رعاية العدالة في العلاقات مع الآخرين .
و«التأسّي» و «المؤاساة» بناء على المعنى اللّغوي ، توجيهان هامّان في دائرة الثقافة الإسلاميّة في اتّجاه الإصلاح الخلقي والاقتصادي والحقوقي في المجتمع .
إنّ «التأسّي» بمن يمتلك الغنى الأخلاقي ، والسعي للتشبُّه به ، يقلّل الفقر الأخلاقي ، وممارسة «المؤاساة» تزيل التفاوت الطبقي ، ورعاية «المؤاساة» في التعامل مع الآخرين توفّر الحقوق العادلة المتساوية بين الجميع . وبهذا التفسير ، لابدّ من الوقوف عند عدّة موضوعات في أحاديث هذا الباب :

1 . أنواع المؤاساة

لقد أشرنا إلى أنّ «المؤاساة» في الحديث وردت بمعنيين :
أ ـ مشاركة الآخرين في مشاكل الحياة وصعابها ، وإسهامهم في استثمار إمكانات

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247378
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي