الاُخرى باليقين. وهذا ما حصل فعلاً وعلى نحو طبيعي بالنسبة لبنية كتاب ميزان الحكمة وتنظيم منهجيته ومحتواه، حيث ابتدأ بـ «الإيثار» وانتهى بـ «اليقين» . ۱
يحظى رسول اللّه وأهل بيته ـ صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ بأرفع مراتب الإيثار وأسماها ؛ لأنّهم أكمل الناس جميعا، ومن ثَمّ فهم الاُسوة للآخرين وهم المثال الأعلى الذي لا يُضارَع في مضمار هذه الصفة الإنسانية والخصلة الإسلامية الكريمة. ۲
وقد اقتفى آثارهم على هذا النهج أصحابهم وأتباعهم الحقيقيون ؛ إذ كان لهم حظّ وافر من هذه الخصلة الحميدة، ۳ حيث يقول الإمام الحسن عليه السلام واصفا جلساء النبيّ صلى الله عليه و آله :
يُوَقِّرونَ الكَبيرَ، ويَرحَمونَ الصَّغيرَ ، ويُؤثِرونَ ذَا الحاجَةِ.۴
2 . أنواع الإيثار
سبق أن أشرنا إلى أنّ الإيثار عبارة عن تقديم الآخرين على النفس في تأمين الاحتياجات والمتطلّبات ، وعلى هذا سيكون للإيثار أنواع كثيرة وأبعاد متعدّدة .
وإنّ ما سنكتفي بذكره من ضروب الإيثار لا يزيد على كونه عدّة من مصاديق لهذا العنوان جاءت في الروايات والنصوص الإسلامية، من دون أن يعني ذلك انحصار هذه الأنواع بهذه الموارد .
1.إشارة إلى العنوان الأوّل والعنوان الأخير من الموسوعة الحديثية «ميزان الحكمة» .
2.راجع: موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ ( الإيثار / الفصل الخامس : الأمثال العليا في الإيثار : إيثار رسول اللّه ، إيثار أهل البيت ) .
3.راجع: موسوعة ميزان الكمة : ج۱ (الإيثار/الفصل الخامس : الأمثال العليا في الإيثار : إيثار الأنصار ، إيثار أبي ذر ، إيثار أصحاب الحسين .
4.معاني الأخبار : ص ۸۳ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا: ج ۱ ص ۳۱۸ عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، المناقب للكوفي: ج ۱ ص ۲۵ ح ۱ ، بحار الأنوار: ج ۱۶ ص ۱۵۲ ح ۴ ؛ كنز العمّال :ج ۷ ص ۱۶۶ ح ۱۸۵۳۵.