ثَلاثُمِئَةِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الرّابِعَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ أربَعُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الخامِسَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ خَمسُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ السّادِسَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ سِتُّمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ السّابِعَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ سَبعُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا سَأَلتَ ، ثُمَّ يُناديهِ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ : أنَا الغَنِيُّ الَّذي لا أفتَقِرُ . يا عَبدَ اللّهِ ، لَكَ ألفُ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ .
فَأَيُّ الخَطَرَينِ أكبَرُ يَابنَ أخي مَا اختَرتُهُ أنَا لِنَفسي أو ما تَأمُرُني بِهِ ؟ 1
د ـ الإيثار في السؤال
من ضروب الإيثار الاُخرى التي جاء ذكرها في النصوص الروائية، هو الإيثار في السؤال ؛ فقد روي عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، قوله:
صَلّى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِأَصحابِهِ الفَجرَ، ثُمَّ جَلَسَ مَعَهُم يُحَدِّثُهُم حَتّى طَلَعَتِ الشَّمسُ، فَجَعَلَ يَقومُ الرَّجُلُ بَعدَ الرَّجُلِ حَتّى لَم يَبقَ مَعَهُ إلّا رَجُلانِ : أنصارِيٌّ وثَقَفِيٌّ، فَقالَ لَهُما رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَد عَلِمتُ أنَّ لَكُما حاجَةً تُريدانِ أن تَسأَلاني عَنها، فَإِن شِئتُما أخبَرتُكُما بِحاجَتِكُما قَبلَ أن تَسأَلاني وإن شِئتُما فَاسأَلاني .
قالا: بَل تُخبِرُنا يا رَسولَ اللّهِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أجلى لِلعَمى وأَبعَدُ مِنَ الاِرتِيابِ وأَثبَتُ لِلإِيمانِ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أمّا أنتَ يا أخَا الأَنصارِ فَإِنَّكَ مِن قَومٍ يُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم وأَنتَ قَرَويٌّ وهذَا الثَّقَفِيُّ بَدَوِيٌّ أفَتُؤثِرُهُ بِالمَسأَلَةِ؟
فَقالَ: نَعَم، قالَ: أمّا أنتَ يا أخا ثَقيف فَإِنَّكَ جِئتَ تَسأَلُني عَن وُضوئِكَ وصَلاتِكَ وما لَكَ فِيهما مِنَ الثَّوابِ.۲