أهمّ واجبات المبلّغ
إنّ واجبات المبلّغ ، في الحقيقة ، هي ذات واجبات الأنبياء الإلهيّين التي يسمّيها القرآن «إبلاغ رسالات اللّه » ، مع فارق أنّ الأنبياء كانوا يتلقّون رسالتهم عن طريق الوحي ، بينما يتلقّى المبلّغ رسالته عن طريق الأنبياء وأوصيائهم .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ واجب المبلّغ هو إيصال الرسالة العقيديّة والأخلاقيّة والعمليّة الّتي جاء بها الأنبياء إلى الناس ، وإرشادهم إلى جميع السبل التي شرعها اللّه لهداية العباد نحو التكامل المادّي والمعنوي .
طرح البحوث التبليغيّة بشكل متسلسل
لغرض أداء هذه الرسالة الخطيرة ، يجب على المبلّغ ـ إلى جانب السعي لإحراز شروط التبليغ وتهيئة الأجواء الملائمة لتحقيق أركانه العلميّة والأخلاقيّة والعمليّة في مهمّته التبليغيّة ـ أن يجيد الأساليب الصحيحة في عرض البحوث والموضوعات التبليغيّة ، وسَلْسَلتها حسب أهمّيتها . إنّ على المبلّغ أن يعلم ماذا يجب عليه أن يطرحه ويبيّنه للناس ـ وخاصّة الشباب ـ في ما يرتبط بشؤون الدين ، ومن أين يبتدئ الكلام ، والجهة التي يسوق فيها مسار البحث . وما جاء في الفصل الرابع من هذا الكتاب هو ، في الحقيقة ، إجابة عن هذه التساؤلات ، وفيه أيضا إشارة