45
حكم النّبيّ الأعظم ج4

ولكي يتيح المبلّغ للمخاطب نيل كيمياء المحبّة ، يجب عليه أن يصوّب جميع ما لديه من الأسباب والوسائل الإعلاميّة باتّجاه هذه الغرض ؛ أي يجب أن تكون كلّ خطاباته ، وكتاباته الإعلاميّة ، ومواعظه ، وإرشاداته ، وخطبه ، وأعماله التعليميّة والتربويّة ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، ومكافحته للبدع ، والإنذار ، والتبشير ، موجّهةً بأجمعها نحو المحبّة ، وأن تكون معطّرة بأريج المحبّة الفوّاح . ۱

أفضل أساليب نفوذ التبليغ في القلب

وهذا الاُسلوب في العمل التبليغي (أي استخدام عنصر المحبّة) هو أفضل أساليب إنفاذ الخطاب الإلهي عبر حدود الحسّ والعقل ، وإيصاله إلى أعماق النفوس . فالخطاب الإلهي يجب أن ينفذ إلى أعماق القلوب كما ينفذ في العقول ، يجب أن يتغلغل في أعماق الروح لكي يُهيمن على جميع قوى الإنسان . ۲
يستطيع المبلّغ من خلال الاستناد إلى اُسلوب «المحبّة» في التبليغ أن يؤدّي هذه المهمّة بكلّ بساطة ، وأن يغيّر الإنسان عبر غرس الخطاب الإلهي في أعماق روحه ، ووضعه على مسار بلوغ المُثُل العليا للإنسانيّة وللمجتمع الإنساني الأمثل .

أفضل ثواب المبلّغ

إنّ الانعكاسات الإيجابيّة لهذا الاُسلوب التبليغي تعود بالخير على المبلّغ نفسه أكثر ممّا تعود على المخاطب ؛ لأنّ اللّه تعالى يحبّ المبلّغ الذي يصنع الإنسان العاشق للّه . ۳ والذي يعشق اللّه يصطبغ بصبغة إلهيّة ؛ حيث ورد في حديث التقرّب بالنوافل :

1.راجع : التبليغ في الكتاب والسنة : ( الفصل الثالث : رسالة المبلغ / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .

2.راجع كتاب : تبليغ ومبلّغ در آثار شهيد مطهّري (بالفارسيّة) .

3.راجع : التبليغ في الكتاب والسنة : ( الفصل الثاني : مكانة المبلغ / ثواب المبلغ ) .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
44

إنّ العدالة الاجتماعيّة في مدرسة الأنبياء مقدّمة تمهيديّة لازدهار الطاقات البشريّة وبلوغ الإنسان الغاية العليا للإنسانيّة . والذي يقرّب الإنسان من هذا الهدف هو اجتناب الرذائل ، والتحلّي بالفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال . ۱
وكلّ مايقرّب الإنسان إلى اللّه ويسوقه نحو التكامل المادّي والمعنوي ، يسمّى في قاموس الأنبياء : عبادة . ۲

أهمّ رسالة يحملها المبلّغ

إنّ ما يحظى بأهمّية تفوق أيّ شيء آخر في مجال تأثير الإعلام في بناء الإنسان هو الوجهة والهدف الذي يرمي إليه العمل الإعلامي والتبليغي . وهذا ما يوجب على المبلّغ أن يستهدف في عمله النقطة التي لها الحظّ الأوفر من الآثار والبركات لأجل تزكية الإنسان ، وتقريبه من الكمال المطلق ، وذلك الهدف هو محبّة اللّه . ۳
محبّة اللّه هي العنصر الجوهري في بناء الذات وبناء الغير . ومحبّة اللّه تعالج جملةً واحدة جميعَ القبائح الأخلاقيّة والعمليّة ، وتجود عليه بجميع الفضائل جملةً واحدة . ۴
وعلى هذا ، فإنّ أهمّ رسالة تقع على عاتق المبلّغ هي أن يصنع من الإنسان إنساناً عاشقاً ، وليس إنساناً يحترف التقديس . ولأجل بلوغ هذه الغاية لابدّ أن تكون كلّ الموضوعات التي يتناولها في عمله التبليغي مطعّمة بعنصر المحبّة .

1.راجع : التبليغ في الكتاب والسنة : ( الفصل الثالث : رسالة المبلغ / الدعوة إلى التقوى والورع والدعوة إلى مكارم الأخلاق والدعوة إلى محاسن الأعمال ) .

2.راجع : التبليغ في الكتاب والسنة : ( الفصل الثالث : رسالة المبلغ / الدعوة إلى محبة اللّه ) .

3.راجع كتابَي : المحبّة في الكتاب والسنّة ، و كيمياء المحبّة (للمؤلّف) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247444
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي