مَن نَكَحَ امرأةً حَراما في دُبُرِها أو رجُلاً أو غُلاما حَشَرَهُ اللّهُ تعالى يَومَ القِيامَةِ أنتَنَ مِن الجِيفَةِ ، يَتَأذّى بهِ النّاسُ حتّى يَدخُلَ جَهَنَّمَ ، ولا يَقبَلُ اللّهُ مِنهُ صَرفا ولا عَدلاً ، وأحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ ، ويَدَعُهُ في تابوتٍ ۱ مَشدودا بمَسامِيرَ مِن حَديدٍ ويُضرَبُ علَيهِ في التّابوتٍ بصَفايِحَ حتّى يَتَشَبَّكَ في تلكَ المَسامِيرِ ، فلَو وُضِعَ عِرقٌ مِن عُروقِهِ على أربعمِئةِ اُمَّةٍ ۲ لَماتُوا جَميعا ، وهُو مِن أشَدِّ النّاسِ عَذابا .
مَن زَنى بامرأةٍ يَهوديَّةٍ أو نَصرانيَّةٍ أو مَجوسيَّةٍ أو مُسلِمَةٍ حُرَّةٍ أو أمَةٍ أو مَن كانَت مِن النّاسِ ، فَتَحَ اللّهُ علَيهِ في قَبرِهِ ثَلاثَمِئةِ ألفِ بابٍ مِن النّارِ ، تَخرُجُ مِنها حَيّاتٌ وعَقارِبُ وشُهُبٌ مِن نارٍ ، فَهُو يَحتَرِقُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، ويَتأذَّى النّاسُ مِن نَتنِ فَرجِهِ فيُعرَفُ بهِ إلى يَومِ القِيامَةِ حتّى يُؤمَرَ بهِ إلَى النّارِ ، فيَتأذّى بهِ أهلُ الجَمعِ مَع ما هُم فيهِ مِن شِدَّةِ العَذابِ ؛ لأنَّ اللّهَ حَرَّمَ المَحارِمَ ، وما أحَدٌ أغيَرُ مِن اللّهِ تعالى ، ومِن غَيرَتِهِ أ نّهُ حَرَّمَ الفَواحِشَ وحَدَّ الحُدودَ .
مَن اطَّلَعَ في بَيتِ جارِهِ فنَظَرَ إلى عَورَةِ رجُلٍ أو شَعرِ امرأةٍ أو شَيءٍ مِن جَسَدِها، كانَ حَقّا علَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ النّارَ مَع المُنافِقينَ الّذينَ كانوا يَتَّبِعونَ عَوراتِ النّاسِ في الدُّنيا ، ولا يَخرُجُ مِن الدُّنيا حتّى يَفضَحَهُ اللّهُ ويُبديَ للنّاسِ عَورَتَهُ في الآخِرَةِ .
مَن سَخِطَ اللّهَ برِزقِهِ وبَثَّ شَكواهُ ولَم يَصبِرْ ، لَم تُرفَعْ لَهُ إلَى اللّهِ حَسَنَةٌ ، ولَقِيَ اللّهَ تعالى وهُو علَيهِ غَضبانُ ... .
مَن ظَلَمَ امرأةً مَهرَها فهُو عِندَ اللّهِ زانٍ ، ويقولُ اللّهُ لَهُ يومَ القِيامَةِ : عَبدي زَوَّجتُكَ أمَتي على عَهدي فلَم تَفِ لي بالعَهدِ ، فيَتَولّى اللّهُ عز و جل طَلبَ حَقِّها ، فَيَستَوعِبُ حَسَناتِهِ كلَّها فلا يَفي بحَقِّها فيُؤمَرُ بهِ إلَى النّارِ .