567
حكم النّبيّ الأعظم ج4

ولا صِياما ولا حَجّا ولا اعتِمارا حتّى يَتوبَ مِنها ، وإن ماتَ قَبلَ أن يَتوبَ كانَ حَقّا علَى اللّهِ تعالى أن يَسقِيَهُ بكُلِّ جُرعَةٍ شَرِبَ مِنها في الدُّنيا شَربَةً مِن صَديدِ جَهنّمَ ـ ثُمّ قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ : ألا وإنّ اللّهَ حَرَّمَ الخَمرَ بعَينِها والمُسكِرَ مِن كُلِّ شَرابٍ ، ألا وكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ .
مَن أكَلَ الرِّبا مَلأَ اللّهُ بَطنَهُ مِن نارِ جَهنَّمَ بقَدرِ ما أكَلَ ، وإنِ اكتَسَبَ مِنهُ مالاً لا يَقبَلُ اللّهُ تعالى مِنهُ شيئا مِن عَمَلِهِ ، ولَم يَزَلْ في لَعنَةِ اللّهِ والمَلائكةِ ما كانَ عِندَهُ مِنهُ قِيراطٌ (واحِدٌ) .
مَن خانَ أمانَةً في الدُّنيا ولَم يَرُدَّها على أربابِها ماتَ على غَيرِ دِينِ الإسلامِ ، ولَقِيَ اللّهَ عز و جل وهُو علَيهِ غَضبانُ ، فيُؤمَرُ بهِ إلَى النّارِ ، فيُهوى بهِ في شَفيرِ جَهَنَّمَ أبدَ الآبِدينَ .
مَن شَهِدَ شهادَةَ زُورٍ على رجُلٍ مُسلِمٍ أو ذِمِّيٍّ أو مَن كانَ مِن النّاسِ عُلِّقَ بلِسانِهِ يَومَ القِيامَةِ ، وهُو مَع المُنافِقينَ في الدَّركِ الأسفَلِ مِن النّارِ .
مَن قالَ لخادِمِهِ أو مَملوكِهِ ومَن كانَ مِن النّاسِ : لا لَبَّيكَ ولا سَعدَيكَ ! قالَ اللّهُ عز و جللَهُ يَومَ القِيامَةِ : لا لَبَّيكَ ولا سَعدَيكَ ، اتعَسْ ۱ في النّارِ .
مَن أضَرَّ بامرأةٍ حتّى تَفتَديَ مِنهُ نَفسَها لَم يَرضَ اللّهُ تعالى لَهُ بِعُقوبَةٍ دُونَ النّارِ ؛ لأنَّ اللّهَ تعالى يَغضَبُ للمَرأةِ كَما يَغضَبُ لليَتيمِ .
مَن سَعى بأخِيهِ إلى سُلطانٍ ـ لَم يَبْدُ لَهُ مِنهُ سُوءٌ ولا مَكروهٌ ـ أحبَطَ اللّهُ عز و جل كُلَّ عَمَلٍ عَمِلَهُ ، فإن وَصَلَ إلَيهِ مِنهُ سُوءٌ أو مَكروهٌ أو أذى جَعَلَهُ اللّهُ في طَبَقَةٍ مَع هامانَ في جَهَنَّمَ .

1.تعس : إذا عثر وانكبّ لوجهه ، وهو دعاء عليه بالهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۱۹۰، وفي بعض النسخ «انغمس» (كما في هامش المصدر) .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
566

فتُسَلَّطُ علَيهِ في نارِ جَهنَّمَ خالِدا فيها مُخَلَّدا .
مَنِ اغتابَ أخاهُ المُسلِمَ بَطَلَ صَومُهُ وانتَقَضَ وُضوؤهُ ، فإن ماتَ وهُو كذلكَ ماتَ وهُو مُستَحِلٌّ لِما حَرَّمَ اللّهُ .
مَن مَشى في نَميمَةٍ بينَ اثنَينِ سَلَّطَ اللّهُ علَيهِ في قَبرِهِ نارا تُحرِقُهُ إلى يَومِ القِيامَةِ، وإذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ سَلَّطَ اللّهُ علَيهِ تِنِّينا أسوَدَ يَنهَشُ لَحمَهُ حتّى يَدخُلَ النّارَ .
مَن كَظَمَ غَيظَهُ وعَفا عَن أخيهِ المُسلِمِ ، وحَلُمَ عَن أخيهِ المُسلِمِ أعطاهُ اللّهُ تعالى أجرَ شَهيدٍ .
مَن بَغى على فَقيرٍ أو تَطاوَلَ علَيهِ واستَحقَرَهُ ، حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ مِثلَ الذَّرَّةِ في صُورَةِ رجُلٍ حتّى يَدخُلَ النّارَ .
مَن رَدَّ عَن أخيهِ غِيبَةً سَمِعَها في مَجلِسٍ رَدَّ اللّهُ عز و جل عَنهُ ألفَ بابٍ مِن الشَّرِّ في الدُّنيا والآخِرَةِ ، فإن لَم يَرُدَّ عَنهُ وأعجَبَهُ كانَ علَيهِ كَوِزرِ مَنِ اغتابَ .
مَن رَمى مُحصَنا أو مُحصَنَةً أحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ ، وجَلَدَهُ يَومَ القِيامَةِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، وتَنهَشُ لَحمَهُ حَيّاتٌ وعَقارِبُ ، ثُمّ يُؤمَرُ بهِ إلَى النّارِ .
مَن شَرِبَ الخَمرَ في الدُّنيا سَقاهُ اللّهُ مِن سُمِّ الأفاعي ۱ ومِن سُمِّ العَقارِبِ شَربَةً يَتَساقَطُ لَحمُ وَجهِهِ في الإناءِ قَبلَ أن يَشرَبَها ، فإذا شَرِبَها تَفَسَّخَ لَحمُهُ وجِلدُهُ كالجِيفَةِ ، يَتأذّى بهِ أهلُ الجَمعِ حتّى يُؤمَرَ بهِ إلَى النّارِ ، وشارِبُها وعاصِرُها ومُعتَصِرُها (في النّارِ)، وبايِعُها ومُبتاعُها وحامِلُها والمَحمولَةُ إلَيهِ وآكِلُ ثَمَنِها سَواءٌ في عارِها وإثمِها . ألا ومَن سَقاها يَهوديّا أو نَصرانيّا أو صابيّا أو مَن كانَ مِن النّاسِ فعَلَيهِ كَوِزرِ مَن شَرِبَها . ألا ومَن باعَها أوِ اشتَراها لَغيرِهِ لَم يَقبَلِ اللّهُ تعالى مِنهُ صَلاةً

1.في بعض النسخ «سمّ الأساوِد» والمراد الحيّات السُّود (كما في هامش المصدر) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 248777
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي