569
حكم النّبيّ الأعظم ج4

تَوبَةَ الّذي يَخطِبُها ۱ بَعدَ الّذي وَصَفَها .
مَن مَلأَ عَينَيهِ من امرأةٍ حَراماً حَشاهُما اللّهُ عز و جل يَومَ القِيامَةِ بمَسامِيرَ مِن نارٍ ، وحَشاهُما نارا حتّى يَقضِيَ بينَ النّاسِ ، ثُمّ يُؤمَرُ بهِ إلَى النّارِ .
مَن أطعَمَ طَعاما رِياءً وسُمعَةً أطعَمَهُ اللّهُ تعالى مِثلَهُ مِن صَديدِ جَهَنّمَ ، وجَعَلَ ذلكَ الطَّعامَ نارا في بَطنِهِ حتّى يَقضِيَ بينَ النّاسِ .
مَن فَجَرَ بامرأةٍ ولَها بَعلٌ ، تَفَجَّرَ مِن فَرجِهِما مِن صَديدِ وادٍ مَسيرَةَ خَمسِمِئةِ عامٍ، يَتَأذّى بهِ أهلُ النّارِ مِن نَتنِ رِيحِهِما ، وكانا مِن أشَدِّ النّاسِ عَذابا .
اشتَدَّ غَضَبُ اللّهِ عز و جل علَى امرأةٍ ذاتِ بَعلٍ مَلَأت عَينَها مِن غَيرِ زَوجِها أو غَيرِ ذي مَحرَمٍ مِنها ، فإنّها إن فَعَلَت ذلكَ أحبَطَ اللّهُ كلَّ عَمَلٍ عَمِلَتهُ ، فإن أوطَأت فِراشَ غَيرَهُ كانَ حَقّا علَى اللّهِ تعالى أن يُحرِقَها بالنّارِ بَعدَ أن يُعَذِّبَها في قَبرِها .
أيُّما امرأةٍ اختَلَعَت ۲ مِن زَوجِها لَم تَزَلْ في لَعنَةِ اللّهِ ومَلائكَتِهِ ورُسُلِهِ والنّاسِ أجمَعينَ؛ حتّى إذا نَزَلَ بِها مَلَكُ المَوتِ قالَ لَها : أبشِري بالنّارِ ! وإذا كانَ يَومُ القِيامَةِ قيلَ لَها : ادخُلي النّارَ مَع الدّاخِلينَ . ألا وإنّ اللّهَ تعالى ورَسولَهُ بَريئانِ مِن المُختَلِعاتِ بِغَيرِ حَقٍّ ، ألا وإنّ اللّهَ عز و جل ورَسولَهُ بَريئانِ مِمَّن أضَرَّ بامرأةٍ حتّى تَختَلِعَ مِنهُ .
مَن أمَّ قَوما فلَم يَقتَصِدْ بهِم في حُضورِهِ وقِراءتِهِ ورُكوعِهِ وسُجودِهِ وقُعودِهِ وقِيامِهِ ، رُدَّت علَيهِ صَلاتُهُ ولَم تُجاوِز تَراقِيَهُ ، وكانَت مَنزِلَتُهُ عندَ اللّهِ تعالى كمَنزِلَةِ إمامٍ جائرٍ مُعتَدٍ لَم يَصلُحْ لرَعِيَّتِهِ ، ولَم يَقُمْ فيهِم بأمرِ اللّهِ عز و جل .
فقامَ أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام فقالَ : يارسولَ اللّهِ ، بأبي أنتَ واُمّي وما مَنزِلَةُ إمامٍ جائرٍ مُعتَدٍ لَم يَصلُحْ لِرَعيَّتِهِ ولَم يَقُمْ فيهِم بأمرِ اللّهِ تعالى ؟ قالَ : هُو رابِعُ

1.في بعض النسخ «يخطيها» (كما في هامش المصدر) .

2.في بعض النسخ «اهزئت» (كما في هامش المصدر) .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
568

مَن قَرأَ القرآنَ يُريدُ بهِ السُّمعَةَ والتِماسَ شيءٍ ، لَقِيَ اللّهَ عز و جل يَومَ القِيامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لَيس علَيهِ لَحمٌ ، وزَجَّ القرآنُ ۱ في قَفاهُ حتّى يَدخُلَ النّارَ ، ويَهوي فيها مَع مَن يَهوي .
مَن قَرأَ القرآنَ ولَم يَعمَل بهِ حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ أعمى ، فيَقولُ : «رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني أعْمى وقَدْ كُنْتُ بَصيرا* قالَ كذلكَ أتَتْكَ آياتُنا فنَسِيتَها وكذلِكَ اليَوْمَ تُنْسى»۲ فيُؤمَرُ بهِ إلَى النّارِ .
مَنِ اشتَرى خِيانَةً وهُو يَعلَمُ أ نَّها خِيانَةٌ ، فهُو كَمَن خانَها في عارِها وإثمِها .
مَن قادَ بينَ رجُلٍ وامرأةٍ حَراما حَرَّمَ اللّهُ علَيهِ الجَنَّةَ ، ومَأواهُ جَهَنَّمُ وساءَت مَصيرا ، ولَم يَزَلْ في سَخَطِ اللّهِ حتّى يَموتَ .
مَن غَشَّ أخاهُ المسلِمَ نَزَعَ اللّهُ مِنهُ برَكةَ رِزقِهِ ، وأفسَدَ علَيهِ مَعيشَتَهُ ، ووَكَلَهُ إلى نَفسِهِ .
مَنِ اشتَرى سَرِقَةً وهُو يَعلَمُ أ نّها سَرِقَةٌ ، فهُو كَمَن سَرَقَها في عارِها وإثمِها .
مَن خانَ مُسلما فلَيس مِنّا ولَسنا مِنهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ .
ألا ومَن سَمِعَ فاحِشَةً فأفشاها فهُو كَمَن أتاها ، ومَن سَمِعَ خَيرا فأفشاهُ فَهُو كمَن عَمِلَهُ .
مَن وَصَفَ امرأةً لرجُلٍ وذَكرَ جَمالَها لَهُ ، فافتُتِنَ بها الرّجُلُ فأصابَ مِنها فاحِشَةً ، لَم يَخرُجْ مِن الدُّنيا حتّى يَغضَبَ اللّهُ علَيهِ ، ومَن غَضِبَ اللّهُ علَيهِ غَضِبَت علَيهِ السّماواتُ السَّبعُ ، والأرَضونَ السَّبعُ وكانَ علَيهِ مِن الوِزرِ مِثلُ الّذي أصابَها .
قيلَ : يا رسولَ اللّهِ ، فإن تابا وأصلَحا ؟ قالَ : يَتوبُ اللّهُ تعالى علَيهِما ولَم يَقبَلْ

1.زَجَّهُ : طعنه (تاج العروس : ج ۳ ص ۳۸۸) .

2.طه : ۱۲۵ و ۱۲۶ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 248566
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي