67
حكم النّبيّ الأعظم ج4

۵۰۴۰.عنه صلى الله عليه و آله :مَثَلي ومَثَلُ ما بَعَثَني اللّهُ بهِ كمَثَلِ رجُلٍ أتى قَوما فقالَ : ياقَومُ، إنّي رأيتُ الجَيشَ بعَيني ، وإنّي أنا النَّذيرُ العُريانُ، فالنَّجاءَ النَّجاءَ! فأطاعَتهُ طائفَةٌ مِن قَومٍ، فأدلَجوا وانطَلَقوا على مَهلِهِم فنَجَوا ، وكَذّبَتهُ طائفَةٌ مِنهُم فأصبَحوا مكانَهُم، فصَبَّحَهُمُ الجَيشُ فأهلَكَهُم واجتاحَهُم ، فذلكَ مَثَلُ مَن أطاعَني واتَّبَعَ ماجِئتُ بهِ ، ومَثَلُ مَن عَصاني وكَذّبَ بما جِئتُ بهِ مِن الحقِّ . ۱

۵۰۴۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّما مَثَلي ومَثَلُكُم ومَثَلُ الأنبياءِ كمَثَلِ قَومٍ سَلَكوا مَفازَةً غَبَراءَ ، لا يَدرونَ : ما قَطَعوا مِنها أكثَرُ أم ما بَقِيَ ، فحَسَرَ ظُهورُهُم ونَفِدَ زادُهُم وسَقَطوا بَينَ ظَهْرانَيِ المَفازَةِ فأيقَنوا بالهَلَكَةِ ، فبَينَما هُم كذلكَ إذ خَرَجَ علَيهِم رجُلٌ في حُلّةٍ يَقطُرُ رأسُهُ، فقالوا : إنّ هذا لَحَديثُ عَهدٍ بالرِّيفِ، فانتَهى إلَيهِم فقالَ : مالَكُم يا هؤلاءِ ؟ قالوا : ما تَرى ؟! حَسَرَ ظَهرُنا ونَفِدَ زادُنا وسَقَطنا بَينَ ظَهرانَيِ المَفازَةِ ، ولانَدري ما قَطَعنا مِنهُ أكثَرُ أم ما بَقِيَ علَينا ؟ قالَ : ماتَجعَلونَ لِي إنْ أورَدتُكُم ماءً رِوَىً ورياضا خُضرا؟ قالوا: نَجعَلُ لَك حُكمَكَ ...
فأورَدَهُم رياضا خُضرا وماءً رِوَىً، فمَكَثَ يَسيرا فقالَ : هَلِمُّوا إلى رياضٍ أعشَبَ مِن رياضِكُم ، وماءٍ أروى مِن مائكُم ، فقالَ جُلُّ القَومِ : ما قَدَرنا على هذا حتّى كِدْنا ألّا نَقدِرَ علَيهِ ! وقالَت طائفَةٌ مِنهُم : ألَستُم قَد جَعَلتُم لهذا الرّجُلِ عُهودَكُم ومَواثيقَكُم أن لا تَعصُوهُ وقَد صَدَقَكُم في أوَّلِ حَديثِهِ ، وآخِرُ حَديثِهِ مِثلُ أوَّلِهِ ؟! فَراحَ وراحُوا مَعهُ، فأورَدَهُم رياضا خُضرا وماءً رِوىً ، وأتى الآخَرينَ العَدُوُّ مِن تَحتِ لَيلَتِهِم، فأصبَحوا ما بينَ قَتيلٍ وأسيرٍ . ۲

1.كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۸۰ ح ۹۱۴ عن أبي موسى .

2.كنز العمّال : ج ۱ ص ۲۰۱ ح ۱۰۱۵ عن الحسن .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
66

مُفَتَّحَةٌ ، وعلَى الأبوابِ سُتورٌ مُرخاةٌ ، وعلى بابِ الصِّراطِ داعٍ يقولُ : يا أيُّها النّاسُ، ادخُلوا الصِّراطَ جَميعا ولا تَتَفرَّقوا ، وداعٍ يَدعو مِن فَوقِ الصِّراطِ ، فإذا أرادَ الإنسانُ أن يَفتَحَ شَيئا مِن تِلكَ الأبوابِ قالَ : وَيحَكَ! لاتَفتَحْهُ، فإنّكَ إن تَفتَحْهُ تَلِجْهُ ؛ فالصِّراطُ الإسلامُ، والسُّورانِ حُدودُ اللّهِ، والأبوابُ المُفَتّحَةُ مَحارِمُ اللّهِ ، وذلكَ الدّاعي على رأسِ الصِّراطِ كِتابُ اللّهِ ، والدّاعي مِن فَوقُ واعِظُ اللّهِ تعالى في قَلبِ كُلِّ مُسلِمٍ . ۱

۵۰۳۷.الدرّ المنثور عن ابن مسعود :خَطَّ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَطّا بِيَدِهِ، ثُمّ قالَ : هذا سبيلُ اللّهِ مُستَقيما ، ثُمّ خَطَّ خُطوطا عن يَمينِ ذلكَ الخَطِّ وعن شِمالِهِ ثُمّ قالَ : وهذهِ السُّبُلُ لَيسَ مِنها سَبيلٌ إلّا علَيهِ شَيطانٌ يَدعو إلَيهِ ، ثُمّ قَرأ «وأنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقيمَا فَاتَّبِعُوهُ ولاتَتَّبِعُوا السُّبُلَ ...» . ۲

6 / 2

مَثَلُ النّبيِّ واُمّتِهِ ورسالتِهِ

۵۰۳۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَثَلي ومَثَلُكُم كَمَثَلِ رجُلٍ أوقَدَ نارا فَجَعلَ الفَراشُ والجَنادِبُ يَقَعْنَ فيها وهُو يَذُبُّهُنَّ عَنها ، وأنا آخِذٌ بحُجَزِكُم عَنِ النّارِ وأنتُم تَفَلَّتونَ مِن يَدِي . ۳

۵۰۳۹.عنه صلى الله عليه و آله :إنّما مَثَلي ومَثَلُكُم مَثَلُ قَومٍ خافُوا عَدُوّا يأتيهِم فبَعَثوا رجُلاً يَتراءى لَهُم ، فبَينَما هُم كذلكَ أبصَرَ العَدُوَّ فأقبَلَ لِيُنذِرَهُم وخَشِيَ لِيُدرِكَهُم العَدُوُّ ۴ قَبلَ أن يُنذِرَ قَومَهُ فأهوى بثَوبِهِ ، أيُّها النّاسُ، اُتِيتُم ـ ثلاثَ مرّاتٍ ـ . ۵

1.الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۳۹ عن النواس بن سمعان .

2.الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۳۸۵ .

3.كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۴۱۰ ح ۳۱۹۲۰ عن جابر .

4.كذا ، وفي المنتخب : «وخشي أن يدركه العدوّ» . (كما في هامش المصدر).

5.كنز العمّال : ج ۱ ص ۲۰۵ ح ۱۰۲۲ عن عبد اللّه بن يزيد .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 243559
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي