103
حكم النّبيّ الأعظم ج3

نَجرانَ ، ولَو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، ولَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي نارًا ، ولَاستَأصَلَ اللّهُ نَجرانَ وأهلَهُ حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا ...
ـ ثم قال الزّمخشري ـ : وقدّمهـم في الذّكرِ على الأَنفس ليُنبّه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم ، وليؤذن بأَنّهم مقدّمون على الأَنفس مُفدَون بها ، وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام . ۱

13 / 7

اُولُو الأَمرِ

الكتاب

« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْ لِى الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَـزَعْتُمْ فِى شَىْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ ذَ لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً » . ۲

الحديث

۳۲۴۹.الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : شُرَكائِيَ الَّذينَ قَرَنَهُمُ اللّهُ بِنَفسِهِ وبي وأنزَلَ فيهِم : «يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أطيعُوا اللّهَ وأطيعُواالرَّسولَ» ، فَإِن خِفتُم تَنازُعًا في أمرٍ فَأَرجِعوهُ إلَى اللّهِ والرَّسولِ واُولِي الأَمرِ ، قُلتُ : يا نَبِيَّ اللّهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : أنتَ أوَّلُهُم . ۳

1.الكشّاف : ج۱ ص۱۹۳ وراجع : تفسير الفخر الرازي : ج۸ ص ۸۸ وقال في ذيل الرواية : واعلم أنّ هذه الرواية كالمتّفق على صحّتها عند أهل التفسير والحديث ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۶۶ ، بحارالأنوار : ج ۳۵ ص ۲۵۸ .

2.النساء : ۵۹ .

3.شواهد التنزيل : ج ۱ ص ۱۸۹ ح ۲۰۲ عن سُليم بن قيس .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
102

فَعَلا لَأَمطَرَ الوادِي عَلَيهِما نارًا . قالَ جابِرٌ : فيهِم نَزَلَت : «فَقُل تَعالَوا نَدعُ أبناءَنا وأبناءَكُم ونِساءَنا ونِساءَكُم وأنفُسَنا وأنفُسَكُم ...» . ۱
قالَ الشَّعبِيُّ : قالَ جابِرٌ : «أنفُسَنا وأنفُسَكُم» رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ عليه السلام ، «وأبناءَنا وأبناءَكُم» الحَسَنُ والحُسَينُ عليهماالسلام، «ونِساءَنا ونِساءَكُم» فاطِمَةُ عليهاالسلام ۲ .

۳۲۴۸.الكشّاف :رُوِيَ أنَّهُم لَمّا دَعاهُم إلَى المُباهَلَةِ قالوا : حَتّى نَرجِعَ ونَنظُرَ ، فَلَمّا تَخالَوا قالوا لِلعاقِبِ ، وكانَ ذا رَأيِهِم : يا عَبدَ المَسيحِ ، ما تَرى ؟ فَقالَ : وَاللّهِ لَقَد عَرَفتُم يا مَعشَرَ النَّصارى أنَّ مُحَمَّدًا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، ولَقَد جاءَكُم بِالفَصلِ مِن أمرِ صاحِبِكُم . وَاللّهِ ، ما باهَلَ قَومٌ نَبِيًّا قَطُّ فَعاشَ كَبيرُهُم ولا نَبَتَ صَغيرُهُم ، ولَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنَّ ، فَإِن أبَيتُم إلّا إلفَ دينِكُم والإِقامَةَ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ فَوادِعوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
فَأَتى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقَد غَدا مُحتَضِنًا الحُسَينَ آخِذًا بِيَدِ الحَسَنِ وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ وعَلِيٌّ خَلفَها وهُوَ يَقولُ : إذا أنَا دَعَوتُ فَأَمِّنوا ، فَقالَ اُسقُفُ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ، إنّي لَأَرى وُجوهًا لَو شاءَ اللّهُ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَقالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا أن لا نُباهِلَكَ وأن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ ونَثبُتَ عَلى دينِنا . قالَ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَيهِم ، فَأَبَوا . قالَ : فَإِنّي اُناجِزُكُم ، فَقالوا : ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لاتَغزُوَنا ولا تُخيفَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا عَلى أن نُؤدِّيَ إلَيكَ كُلَّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ ، ألفًا في صَفَرٍ ، وألفًا في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعًا عادِيَّةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ وقالَ : والَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ

1.آل عمران : ۶۱ .

2.دلائل النبوّة لأبي نعيم : ج ۲ ص ۳۵۳ ح ۲۴۴ ؛ الطرائف : ص۴۶ ح۳۸ ، بحارالأنوار : ج ۳۵ ص ۲۶۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 205409
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي