203
حكم النّبيّ الأعظم ج3

«قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَــلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّى لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِى وَ أَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَـهُ وَ أَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَا عَجُوزًا فِى الْغَـبِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْاخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ * إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَأَيَةً وَ مَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ» . ۱

«فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِى الْمَدَائِنِ حَـشِرِينَ * إِنَّ هَـؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَ إِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَ إِنَّا لَجَمِيعٌ حَـذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَـهُم مِّن جَنَّـتٍ وَ عُيُونٍ * وَ كُنُوزٍ وَ مَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَ لِكَ وَ أَوْرَثْنَـهَا بَنِى إِسْرَ ءِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَ ءَا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَـبُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَا إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْاخَرِينَ * وَ أَنجَيْنَا مُوسَى وَ مَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْاخَرِينَ * إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَايَةً وَ مَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ» . ۲

«فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ اُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِى الْأَرْضِ إِلَا قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ مَا اُتْرِفُواْ فِيهِ وَ كَانُواْ مُجْرِمِينَ» . ۳

الحديث

۳۶۰۷.تفسير العيّاشي عَن أنَسِ بنِ مالِكٍ :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : تَفَرَّقَت اُمَّةُ موسى عَلى إحدى وسَبعينَ مِلَّةً (فِرقَةً) ؛ سَبعونَ مِنها فِي النّارِ وواحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ ، وتَفَرَّقَت اُمَّةُ عيسى عَلَى اثنَتَينِ وَسَبعينَ فِرقَةً ؛ إحدى وسَبعونَ فِرقَةً فِي النّارِ و واحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ، وتَعلو اُمَّتي عَلَى الفِرقَتَينِ جَميعاً بِمِلَّةٍ ؛ واحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وثِنتانِ وسَبعونَ فِي النّارِ . قالوا : مَن هُم يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : الجَماعاتُ الجَماعاتُ .
قالَ يَعقوبُ بنُ زَيدٍ : كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ إذا حَدَّثَ هذَا الحَديثَ عَن رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، تَلا فيهِ قُرآنا : «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَـبِ ءَامَنُواْ وَاتَّقَواْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّـئاتِهِمْ»۴ إلى

1.الشعراء : ۱۶۷ ـ ۱۷۴ .

2.الشعراء : ۵۳ ـ ۶۷ .

3.هود : ۱۱۶ .

4.المائدة : ۶۵ .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
202

تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا ... » 1 الآيَة ـ: في تَفسيرِ الكَلبِيِّ : لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَتَوَضَّأَ وأسبَغَ وُضوءَهُ ، ثُمَّ قامَ وصَلّى فَأَحسَنَ صَلاتَهُ ، ثُمَّ سَأَلَ اللّهَ سُبحانَهُ ألّا يَبعَثَ عَلى اُمَّتِهِ عَذاباً مِن فَوقِهِم ولا مِن تَحتِ أرجُلِهِم ، ولا يُلبِسَهُم شِيَعاً ، ولا يُذيقَ بَعضَهُم بَأسَ بَعضٍ .
فَنَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ تَعالى سَمِعَ مَقالَتَكَ ، وإنَّهُ قَد أجارَهُم مِن خَصلَتَينِ ولَم يُجِرهُم مِن خَصلَتَينِ ؛ أجارَهُم مِن أن يَبعَثَ عَلَيهِم عَذاباً مِن فَوقِهِم أو مِن تَحتِ أرجُلِهِم ، ولَم يُجِرهُم مِنَ الخَصلَتَينِ الاُخرَيَينِ .
فقال صلى الله عليه و آله : يا جَبرَئيلُ ، ما بَقاءُ اُمَّتي مَعَ قَتلِ بَعضِهِم بَعضا ؟ فَقامَ وعادَ إلَى الدُّعاءِ ، فَنَزَلَ : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ» الآيَتَينِ ، فَقالَ : لابُدَّ مِن فِتنَةٍ تُبتَلى بِهَا الاُمَّةُ بَعدَ نَبِيِّها ، لِيَتَبَيَّنَ الصَّادِقُ مِنَ الكاذِبِ ، لِأَنَّ الوَحيَ انقَطَعَ ، وبَقِيَ السَّيفُ وَافتِراقُ الكَلِمَةِ إلى يَومِ القِيامَةِ . 2

راجع : ص 234 (ما يقع فيها من الفتن) .

3 / 2

قِلَّةُ مَن نَجى مِنَ الاُمَمِ

الكتاب

«قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَـنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ * قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِى وَ بَيْنَهُمْ فَتْحًا وَ نَجِّنِى وَ مَن مَّعِىَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنجَيْنَـهُ وَ مَن مَّعَهُ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ * إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَأَيَةً وَ مَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ» . ۳

1.الأنعام : ۶۵ .

2.مجمع البيان : ج ۴ ص ۴۸۷، بحارالأنوار : ج ۹ ص ۸۸ ؛ تفسير القرطبي : ج ۷ ص ۱۰ نحوه .

3.الشعراء : ۱۱۶ ـ ۱۲۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 165116
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي