وحَدَّ حُدودا ، وأحَلَّ حَلالاً ، وحَرَّمَ حَراما ، وشَرَعَ الدّينَ فَجَعَلَهُ سَهلاً سَمحا واسِعا ، ولَم يَجعَلهُ ضَيِّقا . ۱
۳۶۳۷.المصنّف لعبد الرزاق عن محمّد بن واسع :إنَّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ! جَرٌّ مُخَمَّرٌ ۲ جَديدٌ أحَبُّ إلَيكَ أن تَتَوَضَّأَ مِنهُ ، أو مِمّا يَتَوَضَّأُ النّاسُ مِنهُ أحَبُّ ؟
قالَ : أحَبُّ الأَديانِ إلَى اللّهِ الحَنيفِيَّةُ ، قيلَ : ومَا الحَنيفِيَّهُ؟ قالَ : السَّمحَةُ ، قالَ : الإِسلامُ الواسِعُ . ۳
۳۶۳۸.مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس :قيلَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أيُّ الأَديانِ أحَبُّ إلَى اللّهِ ؟ قالَ : الحَنيفِيَّةُ السَّمحَةُ . ۴
۳۶۳۹.المعجم الأوسط عن ابن عمر :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، الوُضوءُ مِن جَرٍّ جَديدٍ مُخَمَّرٍ أحبُّ إلَيكَ ، أم مِنَ المَطاهِرِ ؟
فقالَ : لا ، بَل مِنَ المَطاهِرِ ؛ إنَّ دينَ اللّهِ الحَنيفِيَّةُ السَّمحَةُ . ۵
۳۶۴۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا زِمامَ ولا خِزامَ ولا رَهبانِيَّةَ ولا تَبَتُّلَ ولا سِياحَةَ فِي الإِسلامِ . ۶
1.المعجم الكبير : ج ۱۱ ص ۱۷۰ ح ۱۱۵۳۲ عن ابن عبّاس .
2.التخميرُ : التغطية (النهاية : ج ۲ ص ۷۷ «خمر») .
3.المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۱ ص ۷۴ ح ۳۳۸ .
4.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۵۰۸ ح ۲۱۰۷ .
5.المعجم الأوسط : ج ۱ ص ۲۴۲ ح ۷۹۴ .
6.غريب الحديث لابن قتيبة : ج ۱ ص ۱۷۹ عن طاووس .
وقال ابن قتيبة في شرح الحديث : «لا زمام ولا خزام» الزمام في الأنف ولا يكون في غيره ، يقال : زممت البعير أزمّه زمّا . والخِزام والخِزامة واحد ، وقد يكون الخزام جمعا لخزامة ؛ وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي المنخرين ، فإن كانت تلك الحلقة من صفر فهي برة . أراد عليه الصلاة والسلام ما كان عبّاد بني إسرائيل يفعلونه من حرق التراقي وزمّ الاُنوف .
قوله : «ولا رهبانيّة» يريد فعل الرهبان من مواصلة الصوم ولبس المسوح ، وترك أكل اللَّحم وأشباه ذلك ، وأصل الرهبانيّة من الرهبة ، ثُمَّ صارت اسما لما فضل عن المقدار ، واُفرط فيه .
وقوله : «ولا تبتُّل» يريد ترك النكاح ، وأصلُ البتل القطعُ .
وقوله : «ولا سياحة» يريد مفارقة الأمصار والذهاب في الأرض ، كفعل يحيى بن زكريّا عليه السلام حين ساح ولزم أطراف الأرض وفعل غيره من عبّاد بني إسرائيل ، ومن هذا قيل «ماسح وسائح» إذا جرى فذهب ، وأراد أنّ اللّه جلّ وعزّ قد وضع هذا عن المسلمين ، وبعثه بالحنيفيّة السمحة .