259
حكم النّبيّ الأعظم ج3

ونَباتٌ ، وآباءٌ واُمَّهاتٌ ، وذاهِبٌ وآتٍ ، وضَوءٌ وظَلامٌ ، وبِرٌّ وآثامٌ ، وَلِباسٌ ورِياشٌ ، ومَركَبٌ ، ومَطعَمٌ ومَشرَبٌ .
إنَّ فِي السَّماءِ لَخَبَراً ، وإنَّ فِي الأَرضِ لَعِبَرا ! ما لي أرَى النَّاسَ يَذهَبونَ ولا يَرجِعونَ ؟! أرَضوا بِالمَقامِ هُناكَ فَأَقاموا ، أم تُرِكوا فَناموا؟ يُقسِمُ بِاللّهِ قُسُّ بنُ ساعِدَةَ قَسَما بَرّا لا إثمَ فيهِ ، ما للّهِِ عَلَى الأَرضِ دينٌ أحَبُّ إلَيهِ مِن دينٍ قَد أضَلَّكُم زَمانُهُ ، وأدرَكَكُم أوانُهُ ، طوبى لِمَن أدرَكَ صاحِبَهُ فَتابَعَهُ ، ووَيلٌ لِمَن أدرَكَهُ فَفارَقَهُ . ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :

فِي الذّاهِبينَ الأَوَّلينَ
مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر

لَمّا رَأَيتُ مَوارِداً
لِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر

ورَأَيتُ قَومي نَحوَها
تَمضِي الأَصاغِرُ وَالأَكابِر

لا يَرجِعُ الماضي إلَيكَ
ولا مِنَ الماضينَ غابِر

أيقَنتُ أنّي لا مَحالَةَ
حَيثُ صارَ القَومُ صائِر

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَرحَمُ اللّهُ قُسَّ بنَ ساعِدَةَ ، إنّي لَأَرجو أن يَأتِيَ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ . ۱

11 / 4

زَيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ ۲

۳۷۷۷.كمال الدين عن عبد الرحمن بن عبد اللّه [بن]۳الحصين التميمي :كمال الدين عن عبد الرحمن بن عبد اللّه [بن] ۴ الحصين التميمي : إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ

1.الأمالي للمفيد : ص ۳۴۱ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۲۸ ح ۵۱ ؛ مروج الذهب : ج ۱ ص ۶۹ نحوه .

2.زيد بن عمرو بن نفيل ، وهو ابن عمّ عمر بن الخطّاب ، وكان زيد يرغب عن عبادة الأصنام وعابها ، فأولع بهِ عمُّه الخطّاب سفهاء مكّة وسلّطهم عليه فآذوه ، فسكن كهفا بحراء ، وكان يدخل مكّة سِرّا ، وسار إلى الشام يبحث عن الدّين (مروج الذهب : ج ۱ ص ۷۰) .

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحارالأنوار .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
258

وَحدَكَ ، كَما جَعَلَ إبراهيمَ عليه السلام اُمَّةً ، تَمنَعُ جَماعَةَ المُنافِقينَ وَالكُفّارِ هَيبَتُكَ عَنِ الحَرَكَةِ عَلَى المُسلِمينَ . ۱

11 / 3

قُسُّ بنُ ساعِدَةَ ۲

۳۷۷۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَحِمَ اللّهُ قُسّا ، يُحشَرُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ . ۳

۳۷۷۵.عنه صلى الله عليه و آله :يَرحَمُ اللّهُ قُسَّ بنَ ساعِدَةَ ، إنّي لَأَرجو أن يَأتِيَ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ . ۴

۳۷۷۶.الأمالي للمفيد عن ابن عبّاس :لَمّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَفدُ إيادٍ ، قالَ لَهُم : ما فَعَلَ قُسُّ بنُ ساعِدَةَ ؟ قالوا : ماتَ يا رَسولَ اللّهِ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : رَحِمَ اللّهُ قُسَّ بنَ ساعِدَةَ ، كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ بِسوقِ عُكاظٍ عَلى جَمَلٍ أورَقَ ۵ ، وهُوَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ عَلَيهِ حَلاوَةٌ ما أَجِدُني أحفَظُهُ .
فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : أنَا أحفَظُهُ يا رَسولَ اللّهِ ، سَمِعتُهُ وهُوَ يَقولُ بِسوقِ عُكاظٍ : أيُّهَا النّاسُ! اسمَعوا ، وَعوا ، وَاحفَظوا : مَن عاشَ ماتَ ، ومَن ماتَ فاتَ ، وكُلُّ ما هُوَ آتٍ آتٍ ، لَيلٌ داجٍ ۶ ، وسَماءٌ ذاتُ أبراجٍ ، وبِحارٌ تَرَجرَجُ ۷ ، ونُجومٌ تَزهَرُ ، ومَطَرٌ

1.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۸۵ ح ۳۰۹ عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۲۶۰ ح ۷ .

2.قُسُّ بن ساعدة الإيادي ، من إياد بن أد بن معد ، وكان حكيم العرب ، وكان مقرّا بالبعث ، وهو الذي قال : من عاش مات ، ومن مات فات ، وكلّ ما هو آت آت ، وقد ضرب العربُ بحكمته وعقله الأمثال (مروج الذهب : ج ۱ ص ۶۹) .

3.كمال الدين : ص ۱۶۷ ح ۲۲ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۱۸۴ ح ۸ ؛ السيرة النبويّة لابن كثير : ج ۱ ص ۱۵۰ وفيه «سيبعث» بدل «يحشر» .

4.الأمالي للمفيد : ص ۳۴۲ ح ۷ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۲۸ ح ۵۱ .

5.أورَقُ : أسمرُ (النهاية : ج ۵ ص ۱۷۵ «ورق») .

6.دجا الليل : إذا تمّت ظلمته وألبس كلّ شيء (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۲ «دجا») .

7.تَرجْرَجَ الشيء : أي جاء وذهب ، والرجرجة : الإضطراب (الصحاح : ج ۱ ص ۳۱۷ «رجج») .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 168069
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي