وسَعيدَ بنَ زَيدٍ قالا : يا رَسولَ اللّهِ أنَستَغفِرُ لِزَيدٍ ؟
قالَ : نَعَم ، فَاستَغفِروا لَهُ ، فَإِنَّهُ يُبعَثُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ . ۱
۳۷۷۸.اُسد الغابة عن زيد بن حارثة :خَرَجتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَوما حارّا مِن أيّامِ مَكَّةَ وهُوَ مُردِفي ۲ ، فَلَقينا زَيدَ بنَ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ ، فَحَيّا كُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا زَيدُ ، ما لي أرى قَومَكَ قَد شَنَفوا ۳ لَكَ ؟
قالَ : وَاللّهِ يا مُحَمَّدُ إنَّ ذلِكَ لِغَيرِ نائِلَةِ تِرَةٍ لي فيهِم ، ولكِن خَرَجتُ أبتَغي هذَا الدّينَ ، حَتّى أقدِمَ عَلى أحبارِ خَيبَرَ فَوَجَدتُهُم يَعبُدونَ اللّهَ ويُشرِكونَ بِهِ ، فَقُلتُ : ما هذَا الدّينَ الَّذي أبتَغي ! فَخَرَجتُ ، فَقالَ لي شَيخٌ مِنهُم : إنَّكَ لَتَسأَلُ عَن دينٍ ما نَعلَمُ أحَدا يَعبُدُ اللّهَ بِهِ إلّا شَيخا بِالحيرَةِ ، قالَ : فَخَرَجتُ حَتّى أقدِمَ عَلَيهِ ، فَلَمّا رَآني قالَ : مِمَّن أنتَ ؟ قُلتُ : أنَا مِن أهلِ بَيتِ اللّهِ مِن أهلِ الشَّوكِ وَالقَرظِ ۴ ، قالَ إنَّ الَّذي تَطلُبُ قَد ظَهَرَ بِبِلادِكَ ، قَد بُعِثَ نَبِيٌّ قَد طَلَعَ نَجمُهُ ، وجَميعُ مَن رَأَيتَهُم في ضَلالٍ . قالَ : فَلَم اُحِسَّ بِشَيءٍ .
قالَ زَيدٌ [بنُ حارِثَةَ] : وماتَ زَيدُ بنُ عَمرٍو واُنزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ النَّبِيُّ لِزَيدٍ : إنَّهُ يُبعَثُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً واحِدَةً . ۵
1.كمال الدين : ص ۲۰۰ ح ۴۲ و ح ۴۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۰۵ ح ۲۲ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۹۷ ح ۵۸۵۶ عن محمّد بن عبداللّه بن الحصين .
2.الرَّديف : الذي تحمله خَلفك على ظهر الدابّة ، تقول : أردَفتُهُ إردافا (المصباح المنير : ص ۲۲۴ «ردف») .
3.شَنَفُوا له : أي أبغضوه (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۵ «شنف») .
4.القَرْظُ : وَرَقُ السَلَمُ يُدبَغ به (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۷۷ «قرظ») .
5.اُسد الغابة : ج ۲ ص ۳۶۹ الرقم ۱۸۶۰ .