بحث حول عمر الدّنيا
قد دلّت الروايات السابقة على أنّ مدّة عمر الدنيا سبعة آلاف سنة. فإن اُريد بذلك أنّ القيامة تقوم بانقضاء تلك المدّه ـ كما هو الظاهر من هذه الأحاديث ـ فلا شكّ في خطأ مثل هذا التفسير؛ وذلك :
أوّلاً : لضعف سند مثل هذه الروايات ۱ ، بل اعتبرها بعض من الأحاديث الموضوعة . ۲
ثانيا: إنّ توقيت القيامة بوقت على خلاف صريح القرآن الكريم، فقد دلّت الآيات على أن قيام القيامة يكون على حين غرّة، وأنّ الساعة لا يعلمها إلّا اللّه عز و جل . ۳
ثالثا: إنّه لو لم يتمّ شيء من الإشكالات المتقدّمة ، فإنّ صحّة السند في مثل هذه الموارد غير كافٍ لوحده، بل ينبغيالقطع بصدور مثل هذا النوع من الأخبار.
وأمّا لو كان المقصود بهذه الروايات أنّ عمر الدنيا حال صدور الروايات كان
1.الإصابة : ج ۴ ص ۵۴۰ الرقم ۴۷۰۳ ، أخبار الزمان : ص ۳۱۰ ، تفسير الثعالبي : ج ۵ ص ۳۳۵ ، فيض القدير : ج ۳ ص ۷۳۱ ح ۴۲۷۸ ، كشف الخفاء : ج ۲ ص ۳۱۵ .
2.الموضوعات : ج ۳ ص ۲۴۳ ، سبل الهدى : ج ۳ ص ۳۱۵ ، تذكرة الموضوعات : ص ۲۲۳ ، أضواء على السنّة المحمّدية : ص ۲۸۸ .
3.راجع : الأنعام : ۳۱ والأعراف : ۱۸۷ ويوسف : ۱۰۷ والحج : ۵۵ ولقمان : ۳۴ والأحزاب : ۶۳ والشورى : ۱۷۰ والزخرف : ۸۵ ومحمّد : ۱۸ والنازعات : ۴۳ والقيامة : ۶ .