307
حكم النّبيّ الأعظم ج3

غيرانِ الجِبالِ وأحدَثوا رَهبانِيَّةً ، فَمِنهُم مَن تَمَسَّكَ بِدينِهِ ، ومِنهُم مَن كَفَرَ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَـهَا عَلَيْهِمْ» إلى آخِرِها .
ثُمَّ قالَ : يَابنَ اُمِّ عَبدٍ ، أتَدري ما رَهبانِيَّةُ اُمَّتي ؟ قُلتُ : اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ ! قالَ : الهِجرَةُ ، وَالجِهادُ ، وَالصَّلاةُ ، وَالصَّومُ ، وَالحَجُّ ، وَالعُمرَةُ . ۱

۳۸۶۲.مجمع البيان عن ابن مسعود :دَخَلتُ عَلَى النَّبِي صلى الله عليه و آله فَقالَ : يَابنَ مَسعودٍ، اِختَلَفَ مَن كانَ قَبلَكُم عَلَى اثنَتَينِ وسَبعينَ فِرقَةً ؛ نَجا مِنهَا اثنَتانِ وهَلَكَ سائِرُهُنَّ : فِرقَةٌ قاتَلُوا المُلوكَ عَلى دينِ عيسى عليه السلام فَقَتَلوهُم ، وفِرقَةٌ لَم تَكُن لَهُم طاقَةٌ لِمُوازاةِ المُلوكِ ولا أن يُقيموا بَينَ ظَهرانَيهِم يَدعونَهُم إلى دينِ اللّهِ تَعالى ودينِ عيسى عليه السلام ؛ فَساحوا فِي البِلادِ وتَرَهَّبوا ، وهُمُ الَّذينَ قالَ اللّهُ لَهُم : «وَ رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَـهَا عَلَيْهِمْ» . ۲
ثُمَّ قالَ النَّبِي صلى الله عليه و آله : مَن آمَنَ بي وصَدَّقَني وَاتَّبَعَني فَقَد رَعاها حَقَّ رِعايَتِها ، ومَن لَم يُؤمِن بي فَاُولئِكَ هُمُ الهالِكونَ . ۳

۳۸۶۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا رَهبانِيَّةَ فِي الإِسلامِ ۴ . ۵

1.مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۲۷۷ ؛ تفسير القرطبي : ج ۱۷ ص ۲۶۵ نحوه .

2.الحديد : ۲۷ .

3.مجمع البيان : ج۹ ص۳۶۶، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۲۰ ؛ المعجم الكبير : ج ۱۰ ص ۲۲۱ ح۱۰۵۳۱ نحوه .

4.هي من رهبنة النصارى . وأصلها من الرهبة : الخوف ، كانوا يترهّبون بالتخلّي من أشغال الدنيا وترك ملاذّها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتعمّد مشاقّها ، حتى إنّ منهم من كان يخصي نفسه ويضع السلسلة في عُنقه ، وغير ذلك من أنواع التعذيب ، فنفاها النبيّ صلى الله عليه و آله عن الإسلام ونهى المسلمين عنها . والرهبان : جمع راهب ، وقد يقع على الواحد ويجمع على رهابين ورهابنة . والرهبنة فَعلنة أو فعللة ، على تقدير أصليّة النون وزيادتها . والرهبانية منسوبة إلى الرهبنة بزيادة الألف (النهاية : ج۲ ص۲۸۰ «رهب») .

5.النهاية في غريب الحديث : ج ۲ ص ۲۸۰ ؛ دعائم الإسلام : ج ۲ ص ۱۹۳ ح ۷۰۱ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۱۹ .


حكم النّبيّ الأعظم ج3
306

2 / 5

النَّهيُ عَنِ التَّرَهُّبِ وتَحريمِ ما أحَلَّ اللّهُ

الكتاب

« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَـتِ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ » . ۱

« قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطَّيِّبَـتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِىَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَـمَةِ كَذَ لِكَ نُفَصِّلُ الأَْيَـتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّىَ الْفَوَ حِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَالإِْثْمَ وَ الْبَغْىَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَـنًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ » . ۲

« ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى ءَاثَـرِهِم بِرُسُلِنَا وَ قَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ ءَاتَيْنَـهُ الْاءِنجِيلَ وَ جَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً وَ رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَـهَا عَلَيْهِمْ إِلَا ابْتِغَآءَ رِضْوَ نِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَـاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَـسِقُونَ » . ۳

الحديث

۳۸۶۱.مجمع البيان عن ابن مسعود :كُنتُ رَديفَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله عَلى حِمارٍ فَقالَ : يَابنَ اُمِّ عَبدٍ ، هَل تَدري مِن أينَ أحدَثَت بَنو إسرائيلَ الرَّهبانِيَّةَ ؟ فَقُلتُ : اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ !
فَقالَ : ظَهَرَت عَلَيهِمُ الجَبابِرَةُ بَعدَ عيسى عليه السلام يَعمَلونَ بِمَعاصِي اللّهِ ، فَغَضِبَ أهلُ الإِيمانِ فَقاتَلوهُم، فَهُزِمَ أهلُ الإِيمانِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَلَم يَبقَ مِنهُم إلَا القَليلُ ، فَقالوا : إن ظَهَرنا لِهؤُلاءِ ۴ أفنَونا ولَم يَبقَ لِلدّينِ أحَدٌ يَدعو إلَيهِ ، فَتَعالَوا نَتَفَرَّق فِي الأَرضِ إلى أن يَبعَثَ اللّهُ النَّبِيَّ الَّذي وَعَدَنا بِهِ عيسى عليه السلام ؛ يَعنونَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله ، فَتَفَرَّقوا في

1.المائدة : ۸۷.

2.الأعراف : ۳۲ و ۳۳.

3.الحديد : ۲۷.

4.في بحار الأنوار «إن ظَهَرَنا هؤلاءِ» .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 165177
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي