لا يمكنهم أن يطمئنّوا بعقائدهم الدينيّة .
3 . التلازم بين الإعراض عن أهل البيت عليهم السلام والإعراض عن القرآن
إنّ حديث الثّقلين هو ـ في الحقيقة ـ الوصيّة السياسيّة الإلهيّة لرسول اللّه ، فقد كان صلى الله عليه و آله يعلم جيّدا أنّ من غير الممكن من الناحية العمليّة الفصل بين مرجعيّة أهل البيت عليهم السلام العلميّة وزعامتهم السياسيّة ، فلمّا لم تكن قيادة الاُمّة لهم ، لم يكن بإمكان المجتمع الإسلامي والعالم الانتفاع من بحر علم أهل البيت اللامحدود بالنحو المطلوب . ولذلك فإنّ حديث الثّقلين يحمل للاُمّة الإسلاميّة رسالة سياسيّة إلهيّة هامّة ، هي التلاحم المصيري بين القرآن والعترة ، وبعبارة اُخرى : فإنّ القرآن ـ الّذي يمثّل رسالة التكامل المادّي والمعنوي للإنسان ـ لا يمكن أن ينفصل عن العترة الّتي تحفظ هذه الرسالة ، وتواصل نهج السنّة النبويّة . وباختصار فإنّ الدين لا ينفصل عن السياسة ، وإن هجر كلّ منهما في المجتمع الإسلامي يعني هجر الآخر .
ويشير الإمام الخميني قدس سره في بداية وصيّته القيّمة ـ المستلهمة من وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله السياسيّة الإلهيّة ـ في شرح حديث الثّقلين إلى هذه الملاحظة المهمّة قائلاً :
لعلّ قوله : «لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» إشارة إلى أنّ كلّ ما يجري على أحد هذين الثّقلين بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يجري على الآخر ، وأنّ هجر أي منهما يعني هجر الآخر .۱
لقد أثبت التاريخ السياسي للإسلام بوضوح ـ وكما كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد تنبّأ به ـ أنّ من غير الممكن تحقيق أحكام القرآن في المجتمع بدون القيادة السياسيّة لأهل