سيكون القرآن منفصلاً عن العترة ، وما هو إلّا الإمام المهدي عليه السلام .
2 . المُراد من التمسّك بأهل البيت عليهم السلام
أكّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أحاديث كثيرة بالإضافة إلى حديث الثّقلين ۱ على التمسّك بأهل البيت من بعده . ولا شكّ في أنّ معنى التمسّك بالنبيّ ـ وهو على قيد الحياة ـ اتّباعه دينيّا وسياسيّا ، وبناءً على ذلك فإنّ وجوب التمسّك بأهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بعده يدلّ أيضا بوضوح على مرجعيتهم الدينيّة والسياسيّة ، ووجوب اتّباعهم ، وبالطبع فإنّ التمسّك والتبعيّة الدينيّة والسياسيّة فيما يتعلّق بالإمام الحاضر والإمام الغائب مختلفتان كما سنوضّح ذلك .
3 . كيفية التمسّك بالإمام الغائب عليه السلام
اتّضح لنا حتّى الآن وبالاستناد إلى حديث الثّقلين أنّ أحد أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله باقٍ حتّى القيامة ، وأنّ التمسّك بهم في الدين والسياسة واجب ، ولكنّ المسألة المهمّة هي كيف يمكن للمجتمع المسلم أن يتمسّك بإمامٍ غائب؟
يتّضح من خلال قليل من التأمّل أنّ التمسّك بالإمام الغائب يعني اتّباع نوّابه الخاصّين والعامّين ، والتبليغ لمذهب أهل البيت عليهم السلام ونشره ، ومحاربة موانع ظهوره ، والسعي من أجل الربط بين القرآن والعترة والدين والسياسة ، وأخيرا تهيئة الأرضيّات الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لحكومة الإسلام العالمية بقيادة أهل البيت عليهم السلام ، وهي مهمّة بالغة الصعوبة ، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال :
إنَّ لِصاحِبِ هذا الأمرِ غَيبَةً ، المُتَمَسِّكُ فيها بِدينِهِ كَالخارِطِ لِلقَتادِ .۲