عملية دراسة هذه النصوص وتحليلها.
مبدأ جميع البركات
تمّ التركيز في الفصل الأوّل من هذا القسم على أنّ اللّه سبحانه هو مبدأ جميع الخيرات والبركات في نظام التكوين ، وأنّه ما من مخلوق إلّا وهو يحظى من البركات الإلهية على قدْر استعداده وسعته الوجودية ، سواء عَلِم بذلك أم لم يعلم ، وسواء أراد أم لم يُرد .
علل البركة وأسبابها
يعدّ الفصل الثاني أوسع فصول هذا القسم ، ومن ثمّ فقد استوعب أكبر عدد من الآيات والأحاديث التي تدور حول البركة . وقد تناول هذا الفصل العلل المادّية والمعنوية ل «البركة» ولتداوم «الخَير» ونموّه وتراكمه في مختلف الأبعاد والمجالات ، حيث برزت على هذا الصعيد مجموعة من النقاط التي تستحقّ التأمّل ، هي :
تجاور العلل المادّية والعوامل المعنويّة
إنّ النقطة الاُولى التي تلفت النظر في بحث أسباب البركة ودواعيها من منظور الرؤية القرآنيّة والحديثيّة ؛ هي التجاور الذي يبرز في النصوص الإسلاميّة بين العوامل المعنويّة للبركة ، والأسبابِ والعلل المادّية لها . فمن جهة تتحدّث هذه النصوص عن التقوى ، والعبادة ، والطهارة ، والدعاء ، والصلاة ، والحج ، والاستغفار ، وأمثال ذلك بوصفها مبادئ للبركة والنموّ في الحياة ، ومن جهة اُخرى تراها تُعلن عن الرعي وتربية الحيوانات ، والزراعة ، والتجارة ، والعمل باعتبارها رصيدا للبركة ، وعناصر في تحقّق الخير ونموّه وازدهاره . والمعنى الذي يبرز من ثنايا هذا التجاور والجمع بين المعنوي والمادّي في إطار مركّب واحد ؛ أنّ الإيمان بتأثير المعنويّات في الخير