515
حكم النّبيّ الأعظم ج3

والآخرة» و«جوامع الخير» ترتبط بهذه الدائرة غالبا.

سيماء الأخيار

لقد توفّر الفصل الرابع على بيان معالم المجتمعات التي يشيع فيها الخير ، كما مرّ بالتفصيل على ذكر خصائص الصالحين والأخيار ، وما يتّسم به الإنسان الأفضل والمسلم المتميّز انطلاقا من وجهة نظر الأحاديث الإسلاميّة وما تذكره من معالِم بهذا الشأن .

آثار الخير

عُني الفصل الخامس بذكر آثار الخير وبركات الصلاح ، حيث تمّ في هذا الفصل إثبات أنّ الخير من منظور الإسلام هو رصيد نموّ الإنسان وتكامل المجتمع الإنساني ، وأنّ الإنسان الخيّر إنّما يسدي ـ في الحقيقة ـ الخدمة لنفسه ، وإن كان عمله يصبّ في خدمة الآخرين .
إنّ اللّه سبحانه يحبّ الإنسان الصالح الخيّر ، والخير ليس مجلبا للثواب الإلهي فحسب ، بل إنّ هذا الثواب يمكن أن يمتدّ ويتّسع إلى ما لا نهاية . فالخير يبعث على تنوّر القلب ووضاءة النفس ، ويدفع إلى حسن السمعة ، وإلى المودّة عند الناس ، ويفضي في النهاية إلى خير الدنيا والآخرة .
الإحسان إلى الناس يفتح القلوب ويضع أزمّتها بيد الإنسان المحسن ، كما يدفع الأحرار للانقياد والطاعة بحيث يسلس قيادهم ، كما أنّه يدفع ضروب البلاء عن الإنسان المحسن ويضعه في مظانّ المدح والثناء .
الإحسان إلى الناس وإغداق المكارم عليهم يوجب حسن العاقبة ، ودوام النعمة واطّرادها ، وازدياد الثروة ، واستمرار السلطة والرئاسة وعلوّ الشأن ، وهو إلى ذلك


حكم النّبيّ الأعظم ج3
514

أسباب الخير

اتّضح حتّى الآن أنّ مفهوم الخير وما يقع على شاكلته هو من حيث الأساس مفهوم فطريّ بديهيّ ، والإسلام الذي يُمثّل برنامجا لتكامل الإنسان ، يدعو الإنسان إلى هذا الأمر الفطري البديهي ، ويحثّه عليه ؛ من أجل بلوغ المقصد الماثل بالتكامل المادّي والمعنوي ، والوصول إلى الكمال المطلق . بيد أنّ هذه المعرفة المبدئية ليست كافية لبلوغ هذا المقصد ، وإنّما يحتاج الإنسان إلى الوحي لكي يعرف من خلاله جميع جوانب الخير وأبعاده ، والإحاطة بمصاديقه كافّة ، والأهمّ من ذلك لكي يطوي سُبل الخير ويجتازها . من هذه الجهة ، ستأتي النصوص الدينيّة التي لها دلالة على هذه الدعوى في الفصلين الأوّل والثاني من القسم الأوّل من الكتاب.
أمّا الفصل الثالث فيتوفّر على بيان أسباب الخير واُصوله وأدواته ، حيث تمّ في هذا الفصل استقصاء النصوص الدالّة على هذا المعنى بالقدر الميسور . لقد تمّ تقسيم هذه النصوص إلى المجموعتين التاليتين :
المجموعة الاُولى : تشمل ما له دور في تشخيص الخير ، وقد جاءت تحت عنوان «المبادئ العلمية» ، مثل القرآن الذي يعدّ المصداق الذي لا يضاهى للوحي الإلهي ، و«أهل البيت» وهم مفسِّرو القرآن ، وكذلك «العقل» الذي جاء في الأحاديث الإسلاميّة بوصف الوجدان الأخلاقي غالبا . ومن المبادئ العلمية أيضا «العلم».
المجموعة الثانية : تشمل ما يكون مؤثّرا في تحصيل الخير ، مثل «المثابرة» ، و«التوفيق» ، و«صُحبة الأخيار» ، وأمثال ذلك ممّا ينطوي تحت عنوان المبادئ العملية والأخلاقية.
حريّ بالقول أنّ الأحاديث التي جاءت تحت عنوان «ما يُنال به خير الدنيا

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج3
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 168093
الصفحه من 676
طباعه  ارسل الي